العلاقات السرية بين واشنطن وطهران ومعهما اسرائيل ليست بالشيء الجديد ولا يجب ان تفاجئنا , فسياسة طهران الخارجية لا تقرأ من خلال التراشق الاعلامي بين طهران وواشنطن بل تقرأ من خلال التنسيق والتعاون الكامل في الملف العراقي بعد عام 2003 وكذلك التنسيق بين الدولتين في افغانستان بعد احداث 2001 . والرسالة السرية التي ارسلها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية والتي لم تعد سرية تحمل دلالات كبرى وخصوصا في هذه المرحلة التي تشهد مفاوضات صعبة بين ايران والدول الغربية حول عدد من الملفات والقضايا واهمها الملف النووي . ولا يتصور احد ان العلاقات السرية التي ظهرت بشكل مفاجيء الى العلن في فضيحة ايران ـ كونترا في الثمانينات من القرن الماضي كانت مجرد حدث عابر وفريد من نوعه لا يتكرر . فالعلاقات السرية الاميركية ــ الايرانية والتنسيق الكامل بينهما حول العديد من الملفات التي لها علاقة بالاحداث في غير منطقة من العالم انتداءا من افغانستان الى ازاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في العراق تصب كلها في تعاظم الدور الايراني وتمدده الاستراتيجي في المجال الحيوي العربي . وفي حديث للرئيس الاميركي اشار الى ما يمكن تسميته بنهاية عالم ما بعد الحرب العالمية الاولى في الشرق الاوسط وهذه اشارة واضحة الى اعادة ترسيم حدود واعادة توزيع مناطق نفوذ وفي هذا المعنى يفهم مقايضة النووي الايراني بزيادة نفوذ ايران في المنطقة العربية . وغياب الدور العربي وما يحدثه من فراغ استراتيجي في المنطقة العربية فيه ما يغري لملء هذا الفراغ من قبل دول اقليمية غير عربية ومعادية للمصالح العربية وهي بالترتيب ( اسرائيل ـ ايران ـ تركيا) واستخدام نفوذهم يكون كجائزة استراتيجية او جزء من صفقة سيما وان بين مجتمعات هذه الدول الثلاث قاسم مشترك يجمعها وهي النظرة الدونية للعرب اي ان شعوب هذه الدول ترى نفسه متفوقة عرقيا وثقافيا واخلاقيا كما يقولون على العرب . واما التراشق الاعلامي بين هذه الدول اسرائيل وايران وتركيا فيما بينها او مع الاميركيين ليس اكثر من جعحعة اعلامية ومحاولة من كل دولة لتحسين موقفها التفاوضي على النفوذ في المنطقة العربية وليست جعجعة عداء كما يوهمون الشعوب العربية . فموقف اوباما من الاحداث في سوريا وفي الملف النووي الايراني فيه رسالة انحياز خطيرة ضد المصلحة الاستراتيجية العربية . ولا يتوهم احد انه يمكن للعرب ان يكون لهم مقعد في مفاوضات جنيف حول اي ملف او اي صفقة بل هم الصفقة الموضوعة على طاولة المفاوضات . وخطاب اوباما للمرشد الاعلى هو مؤشر على نهاية حقبة وبداية اخرى سيكون لها تداعيات سلبية على العرب الغائبين عن مسرح الاحداث الدولي .
التنسيق الاميركي ــ الايراني
التنسيق الاميركي ــ الايرانيطانيوس علي وهبي
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
564
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro