اعتبر الوزير السابق شربل نحاس أنّ النظام اللبناني مات عمليًا وقام مكانه نظام جديد أشبه بتركيبة غريبة يديرها 6 أو 7 اشخاص لا يعتمدون على أيّ مواد دستورية بل على فتاوى تتحول مع التكرار لأمر واقع ولما يشبه الأعراف. ورأى نحاس، في حديث لـ"النشرة"، أنّ النظام اللبناني تحول لنوع من "ائتلاف بين زعماء وشلل، فاذا اتفقوا على ملف ما تم السير فيه واذا اختلفوا وجب ارضاء المستاء لأن لكل منهم حق الفيتو". وقال: "ينص الدستور على أن ينتخب المواطنون النواب فإذا بهم يعتمدون ظاهرة التمديد مرّة أولى في العام الماضي ومرّة ثانية هذا العام ما يؤسّس لتمديد دائم للمجلس نفسه. كما ينصّ الدستور على أن تقدّم الحكومة موازنة، فاذا نحن ومنذ 10 سنوات من دون موازنة وهو ما لا يصدقه المعنيون بالمجال في الدول الأجنبية، وها أنّ مجلس النواب يتحول سلطة تنفيذية يصدر قرارات تحل مكان الموازنة التي يجب أن يقرها مجلس الوزراء".   النظام سقط سقوطا مدويا وأسف نحاس لكون الشعب مقتنعًا بما يحصل، كونه يظنّ أنّ ما يقوم به زعماؤه تطبيق للأصول الدستورية والنصوص القانونية، لافتا إلى أنّه "حتى خلال الوجود السوري في لبنان، كان الدستور يُطبَّق ولو بالشكل من خلال إجراء انتخابات نيابية حتى ولو كانت وفق قانون أعوج، وكان يتم اقرار موازنة، أما اليوم وحتى بالشكل لا نطبّق القانون والنصوص الدستورية". واعتبر أنّ التركيبة الحالية القائمة على أن يحكم البلد 6 أو 7 أشخاص، تجعلهم بلا قدرة حين يقع حادث معيّن أو يقعون في أزمة معينة، فينتظرون التعليمات من الخارج بعد أن تنجلي الصورة. وشدّد نحاس على أنّ المطالبة بتغيير النظام يجب أن تكون تلقائية بعدما سقط النظام سقوطا مدويًا، مستهجنا التعاطي الحالي مع المؤتمر التأسيسي كـ"فزاعة"، وأضاف: "أصلا الدور المسيحي مفقود، فممّ يخاف المسيحيون؟"   نعيش في نقيض الدولة ورأى نحاس أنّ تجربة النزوح السوري تُظهر مدى هشاشة التركيبة الحالية، متسائلا: "كيف يدخل مليون ونصف سوري الى البلد بغياب أي قرار رسمي في هذا الشأن؟"، ونفى كلّ ما يُحكى عن خلافات داخل مجلس الوزراء أدّت لما أدّت اليه في هذا الملف. وقال: "أصلا لم يُتخذ أي قرار ولم يحصل أي خلاف. نحن نفتقر لحد أدنى من المناعة". واعتبر نحاس أنّه وفي ظل الخراب الذي تشهده المنطقة، علينا كلبنانيين أن نبحث عن طريقة لنحمي أنفسنا، مشدّدًا على أنّ الطريقة الوحيدة المتاحة هي بقيام "الدولة"، "وللأسف نحن نعيش في نقيض الدولة". وبالملف الرئاسي، توقع نحاس أن نبقى نعيش في شغور رئاسي أو أن يتم تعيين رئيس ينسجم مع التركيبة القائمة وبالتالي لا يغيّر شيئا فيها، لافتا إلى أنّ عدم الانفجار الأمني مردّه أنّ الزعماء الذين يديرون البلد بمعظمهم عاشوا وشاركوا في الحرب وبالتالي لديهم هذه "النقزة" منها، فيكتفون بالحرتقات الأمنية الصغيرة ولكن حين تتجه الأمور صوب الانفجار يتم احتواء الموضوع.