الدعوة التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء للعودة الى طاولة الحوار والبحث في كل الملفات تعتبر خطوة مهمة وضرورية في ظل الاوضاع الصعبة التي يواجهها لبنان والمنطقة، والاهم من الدعوة الى الحوار ولو اتت متأخرة ان يتم التجاوب معها من تيار المستقبل وكل قوى 14 اذار، وبشرط ان يشمل الحوار كل الاطراف اللبنانية دون استثناء وان لا يكون الحوار ثنائيا بين تيار المستقبل وحزب الله.
وبغض النظر عن الموقف المبدئي من التمديد للمجلس النيابي الحالي، فان هذا التمديد يعطي فرصة جديدة من اجل البحث الجدي في معالجة الازمة القائمة ان على صعيد اجراء الانتخابات الرئاسية او وضع قانون انتخابي جديد او ملف الازمة السورية وتداعياتها او مستقبل النظام اللبناني في ظل التطورات الخطيرة التي تحصل في كل المنطقة.
ولا بد من التأكيد ان وجود فراغ في الموقع الرئاسي الاول في لبنان يشكل ضربة قاسية للمؤسسات الدستورية وان التمديد للمجلس النيابي يعتبر ضربة قاسية للديمقراطية الشعبية وصحة التمثيل، لكن في الوقت نفسه نحن امام مأزق كبير في حال لم يحصل التمديد ولم تحصل الانتخابات وذهبنا الى الفراغ النيابي اضافة للفراغ الرئاسي ، وكل ذلك سيضع الحكومة في مأزق داخلي ويصبح البلد مفتوحا على كل الاحتمالات.
وعلى ضوء ذلك وفي ظل التحديات الامنية والسياسية والاجتماعية والمعيشية تصبح الدعوة للحوار اكثر من ضرورية والتجاوب معها يجب ان يكون سريعا بشرط ان يشمل الحوار كل الملفات وان يشارك في الحوار كل القوى السياسية والحزبية بما فيها التيارات الاسلامية والقوى اليسارية ومؤسسات المجتمع المدني ، بعد ان يتم وضع اليات لتحديد الموضوعات واختيار الهيئات والشخصيات المشاركة وكيفية الاستفادة من نتائج الحوار، وقد يكون كل ذلك صعبا وغير ممكن التحقق عمليا لكن يجب البحث فيه.
واذا لم يتحقق الحوار الشامل فيجب البدء بالحوارات الثنائية وبين القوى السياسية الاساسية لبحث القضايا الراهنة والسريعة وخصوصا ملف الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية والازمة السورية وتداعياتها، لان هذه القضايا لا تحتمل التأجيل.
واذا كانت الدعوة الى الحوار التي اطلقها السيد حسن نصر الله جدية وحقيقية فيجب ان يبدأ الحزب سياسة اعلامية وشعبية جديدة عبر التخفيف من اجواء الاحتقان والحملات الاعلامية وفتح منابره للحوار الاعلامي الهاديء ووقف كل اجواء التصعيد على القوى الاخرى، كما ان الدعوة للحوار تتطلب وقف اي تحريض مذهبي او طائفي داخلي او خارجي وقد تكون خطابات السيد حسن نصر الله ومواقفه خلال عاشوراء البداية لكن المهم استكمال هذه السياسات على كل المستويات.
وعلى صعيد تيار المستقبل وقوى 14 اذار والتيارات الاسلامية المختلفة مع حزب الله وكذلك كل القوى المدنية والمستقلة ان تشجع الدعوة للحوار الجاد والشامل وعدم التفريط بهذه الفرصة الايجابية.
فأن تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي، والبديل عن الحوار الصراع والحرب.
قاسم قصير