فاجأ "حزب الله" أمس المشاركين في مسيرات عاشوراء في الضاحية الجنوبية، وكذلك رواد مواقع التواصل بظهور عدد من عناصر فرقة أمنية خاصة ظهرت بثيابها السود وبأسلحة صغيرة، لفتت انظار المراقبين وأثارت أسئلة حول دور هذه الفرقة وسبب بروزها الى العلن خلال مراسم عاشوراء.
الصور التقطها المصور حسين بزي و تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، واعتبر البعض ان ظهور هذه الفرقة ليس الا استعراض عضلات فيما رأى بعضٌ آخر في ظهورها رسالة واضحة ومباشرة لاسرائيل في سياق "الحرب الدفاعية". ومن المعلقين من شبه لباس الفرقة بفرقة "سوات" العراقية المعروفة كفرقة تدخل سريع.
"حزب الله" مستعد للحرب الدفاعية
بالنسبة للخبير الامني المقرب من "حزب الله" العميد المتقاعد امين حطيط، فان ظهور الفرقة رسالة واضحة من الحزب الى من يعنيهم الامر، والامر ينسجم مع ما قاله السيد حسن نصرالله حين أشار سابقاً الى ان الحرب الدفاعية لم تعد محصورة في الجنوب بل اصبحت أيضا على أرض العدو، لكن نقل المعركة الى ارضه يحتاج الى فرق خاصة واجراءات دقيقة ". وأوضح ان "الحزب بدأ بأخذ هذه الاجراءات مؤخراً، وهذه الفرقة هي أولى طلائع الفرق الخاصة التي يجهزها الحزب للعمل في المقاومة المحلية في الجنوب وخلف الحدود تنفيذاً لما اعلنه السيد نصرالله في السابق عندما دعا المقاتلين الى الجهوزية الكاملة للعبور الى الجليل".
تنفيذ العمليات الرشيقة
وشدد حطيط على ان هذه الفرقة هي لتنفيذ "العمليات العسكرية الرشيقة المباشرة في الميدان وخلف حدود العدو"، مضيفاً انها "مجهزة كما ظهر بالصور بأسلحة صغيرة ذات النيران الكثيفة والمتميزة بسرعتها بعكس البنادق الكبيرة والتي تتميّز ايضا بسعة امشطتها".
وعن لباسها الاسود، أشار الى انه "لتمييزها عن باقي الفرق الخاصة كما ان الامر يهدف الى رفع المعنويات لدى المؤيدين".
استراتيجية جديدة
ولم يستغرب حطيط ظهور هذه الفرقة خلال المراسم العاشورائية معتبراً ان ذلك يأتي ضمن استراتيجية السيد نصرالله في إظهار رأس جبل الثلج فقط. وأوضح ان "ما قام به الحزب بالأمس هو اظهار جزء من العدّة التي أعدّها للقتال مع اسرائيل انسجاماً مع ما أعلنه الامين العام من ان الاستراتيجيته العسكرية المقبلة تؤكد القدرة على التغطية النارية لكامل اسرائيل، ملمحاً الى السلاح الاستراتيجي الذي قد تكون هذه الفرقة احدى وحداته العملانية".
فرح عبجي