وجه الشيخ هاشمي رفسنجاني رسالة إلى العاهل السعودي الملك عبدالله دعاه فيها الى وقف تنفيذ حكم اعدام الشيخ نمر باقر النمر الذي اصدرته احدى المحاكم السعودية.
جاء في هذه الرسالة: لاشك ان وقف تنفيذ هذا الحكم يحبط مؤامرات الذين يعملون على بث الفرقة بين المسلمين، ومن شأنه أن يعزز الوحدة بين الشيعة والسنة في العالم الاسلامي.
وأشار رفسنجاني في رسالته الى الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والعالم الاسلامي، مؤكداً ان تعزيز الوحدة بين مختلف المذاهب الاسلامية ينقذ المسلمين من هذه الظروف.
ولفت رفسنجاني الى روح التسامح في الاسلام، قائلاً "إن المسلمين يتوقعون منكم وقف تنفيذ هذا الحكم".
أثار هذه الرسالة سخط المتشددين في إيران، حيث عاتبت صحيفة كيهان على رفسنجاني، لأنه بعث هذه الرسالة إلى من هو المتهم الأول لقتل مئات الآلاف من الشيعة والسنة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ومصر، وهو عامل الفرقة في العلام الإسلامي.
وفي المقابل اشاد الإصلاحيون بهذه المبادرة. وقال صادق زيبا كلام استاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، إن الشيخ رفسنجاني قام بخطوة حكيمة ورغم أنه لم يكن يُتوقع منه التدخل في هذا المجال ولكنه يفضل مصالح العالم الإسلامي على المصالح الشخصية. ويبدو أنه يلمح إلى ضغوط المتشددين على رفسنجاني بسبب هذه المبادرة. لأن المتشددين، كعادتهم يفضلون المواجهة والتوتر على التسوية، ليس من المستبعد أنهم يحبذون إعدام الشيخ النمر على الإفراج عنه. حيث أن النمر لم يكن لديه صلة وثيقة بالحرس الثوري، ويقال أنه كان أقرب إلى الشيرازيين، منه بالجمهورية الإسلامية وفيلق القدس، ومن المرجح بل المؤكد أن المتشددين، سيجعلون من قضية النمر، بحال تنفيذ حكم الإعدام عليه، قميص عثمان ضد السعودية.
يُدرك الشيخ رفسنجاني هذه الحقيقة جيداً ويريد سحب الذرائع من المتشددين، عبر إعادة تفعيله لورقة الصداقة الحميمة مع الملك عبد الله، ومطالبته بوقف تنفيذ حكم إعدام النمر.
ويعتقد حشمت فلاحت بيشه، النائب السابق، أن مبادرة رفسنجاني، مبادرة مهمة، حيث أن توسط الشيوخ وموضوع الشيخوخة، لها أهميتها في التقاليد العربية، وخاصة في السعودية، وتوسّط الشيخ رفسنجاني بصفته من كبار شيوخ الشيعة، من شأنها أن تكون مؤثرة في قرار الملك عبد الله لوقف الحكم.
واضاف فلاحت بيشه، إن مضامين الرسالة تم تنظيمها بشكل لا تعتبر الملك السعودي، الطرف الآخر، بل تعتبره مرجعاً لحل الخلاف.
ويرى هذا النائب السابق إن العلاقات بين إيران السعودية ستشهد انفراجاً في الأمد القريب، بحال تترك هذه الرسالة تاثيرها، وتسبب في وقف تنفيذ حكم إعدام النمر، كما إنها ستكون مؤثرة في تخفيف نيران الخلافات في العالم الإسلامي.