سيناريوات وشائعات كثيرة طالت أمن صيدا منبهة إلى محاولة ترميم الحركة الأسيرية عبر عمليات استهداف لمراكز الجيش أو "حزب الله"، لتبدأ التساؤلات هل يطبخ أمر ما لصيدا؟
"حزب الله" يغذي التطرف
"التضخيم الاعلامي" بات سلاحاً سلبياً في لبنان، وجه انيابه إلى صيدا بعد عمليات دهم طبيعية لعدد من أنصار الشيخ أحمد الأسير، ويستغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار تسليط الاضواء على صيدا، خصوصاً في هذا التوقيت، مؤكداً أن "العمليات التي يقوم بها الجيش تحصل في شكل دائم عندما تتوافر معطيات معينة، أكان في صيدا او غيرها".
الجيش والقوى الأمنية وحدهما يعلمان ما يجري ولدى "المستقبل" كامل الثقة فيهما، ويرى الحجار أن "ما يحصل في لبنان أكان في طرابلس أو عرسال أو عكار مرشح ليكون في اي منطقة من المناطق اللبنانية، طالما اننا نعالج النتائج وليس الأسباب".
الاسباب ترتبط بتصرفات "حزب الله" التي تضرب كل مقومات الدولة بالنسبة إلى الحجار، ومن أهمها ما يقوم به في سوريا، ويقول: "بتصرفاته يستجلب المزيد من الارهاب والتطرف". وطالما أن الاسباب لا تزال موجودة فالتطرف سيبقى، ويشدد على أنه "إذا لم يقتنع حزب الله أن من مصلحة اللبنانيين جميعاً دعم الجيش والدولة دون غيرها، سيبقى هناك من يغذي التطرف، وطالما أن حزب الله لا يستجيب للمطلوب وللمناشدات ويعود إلى الدولة ويغلّب المصلحة الوطنية على سواها فهو بذلك يغذي الارهاب والتطرف في لبنان والامر ينطبق أيضاً على ايران وما تفعله في المنطقة العربية".
عودة الحركة الأسيرية "مستحيلة"
في رأي الحجار، أن "حزب الله" سيكون السبب في أي عملية لترميم الحركة الأسيرية، فيما يرى إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود أن امكانية عودة حركة الشيخ أحمد الأسير "مستحيلة"، ولا يعطي أيضا الاهمية لتلك المداهمات، فهي لا تشكل أي خطر على صيدا، ويقول: "عمليات الدهم محدودة بالمقارنة مع ما حصل في طرابلس وغيرها، حتى كمية السلاح محدودة، ولا يمكن عبرها التحدث عن اعتداء على مجمع الزهراء او على مركز آخر كمبنى المخابرات مثلاً، والسلاح الذي وجد يشكل رسالة أكثر من أن يكون تهديداً حقيقياً".
لا يرى حمود أي تهديد لصيدا على المدى القريب، ويقول: "لا مؤشرات لذلك، ومن كانوا مقتنعين بفكر الأسير نفضه عنهم، وليس هناك من امكانية لترميم الحركة، فالأمر مستحيل بسبب الأذى الذي تسبب به لصيدا واسلوبه والكذب على انصاره وعلى الناس". لا خوف لديه من خلل أمني في صيدا، فليس هناك بوادر لذلك "إلا إذا كانت هناك أمور سرية جداً"، فهو يستبعد تكرار "تجربة الأسير لأن الجيش موجود والناس باتت واعية".
"عين الحلوة" عامل استقرار
رغم كل التطمينات، إلا ان الحذر يبقى موجوداً تجاه مخيّم "عين الحلوة"، خصوصاً حي الطوارىء المعروف باحتضانه جماعات خارجة عن الدولة، منها بقايا "فتح الاسلام" او "جند الشام" ومجموعات قد تكون بايعت "جبهة النصرة" أو "الدولة الاسلامية"، لكنها محاصرة من الجيش اللبناني من جهة ومن القوات الفلسطينية داخل المخيم من جهة أخرى.
الفلسطينيون يبحثون عن استقرار المخيم وابعاد أي محاولة لتوتيره، ويقول أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات: "تجاوزنا تحديات ومطبات كثيرة أكان في صيدا او الشمال، وموقفنا واضح اننا مع الدولة وضد اي اعتداء على الجيش او القوى الامنية لانهما يشكلان الضمانة لهذا البلد".
"في عين الحلوة القوة الامنية موجودة وتقوم بواجبها بالتنسيق مع الجيش، وتعتبر الفصائل الفصائل الفلسطينية أنها عامل استقرار في لبنان، ونرفض كل اشكال الفتنة والارهاب"، بحسب العردات. أما بالنسبة إلى "حي الطوارىء"، فيشدد على حساسية التحدث بالامر، وأن المناقشة مع الاجهزة الامنية تحصل بعيداً عن الاعلام، حيث يتم الاخذ بالامور التي يمكن معالجتها.
كل هذا يعني أن لا بيئة حاضنة للارهاب وللخلايا النائمة في صيدا التي ذاقت طعم المعارك في "عبرا"، ومنذ ذلك الحين جهدت لعدم وجود بيئة قد تدفع نحو عبرا - 2، فكفى تضخيماً اعلامياً... صيدا "بألف خير".
محمد نمر