شكك رجال دين سنة عراقيون نافذون وشيوخ عشائر مقيمون في المنفى في الأردن في جدوى الغارات الجوية للائتلاف الدولي للقضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية"، داعش "سابقاً، معتبرين أنها لن تنهي العنف في العراق بل ستزيد الوضع تعقيداً ما لم يصاحبها حلول سياسية تنهي مشاكل هذا البلد من جذورها.   وقال الشيخ عبد الملك السعدي، أبرز علماء أهل السنة في العراق، من مقر اقامته في عمان إن "القضاء على إرهاب ما يسمونه بـ"داعش" لا يتم عبر إلقاء القنابل من الطائرات بل في القضاء على دوافعه وأسبابه من ظلم واعتداء وإقصاء وتهميش، وفي إعطاء الشعوب حقوقها وحريتها الكاملة لكي ترفض هذا الإرهاب وتقف ضده من دون تدخل خارجي". ودعا الدول التي وافقت على الانخراط في الائتلاف الدولي الى "إعادة النظر في مواقفها لأن الامور قد تزداد سوءا في كل العالم". وأضاف :"إذا كان الائتلاف جدياً في إيجاد حل جذري لمشكلة العراق، عليهم الجلوس مع أهل السنة من مستقلين مناهضين للعملية السياسية الحالية، من علماء وشيوخ عشائر وعسكريين سابقين وأكاديميين والاستماع لمطالب المناطق السنية المنتفضة والثائرة بسبب الظلم". وأوضح السعدي أن "مطالبنا معروفة وتتضمن 14 بنداً، أبرزها ايقاف قصف المدن وسحب الجيش منها وإعلان عفو عام وإحداث توازن في الوزارات والجيش ورفع اجتثاث البعث وإعادة ضباط الجيش السابق والخدمة العسكرية الإلزامية وحل الميليشيات والصحوات وإعطاء نسبة حقيقية للعرب السنة وتأليف حكومة تكنوقراط". ويقيم في الأردن ما بين 150 الى 200 ألف عراقي من الذين هربوا من اعمال العنف في العراق التي بلغت ذروتها عامي 2006 و2007. ورأى الشيخ محمد بشار الفيضي، الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق، إحدى أكبر الهيئات السنية في العراق، أن "المحافظات السنية باتت اليوم في وضع لا يحسد عليه، فهي بين المطرقة والسندان، هي بين تنظيم "داعش" الذي يحمل فكراً تكفيرياً إقصائياً غريباً على هذه المناطق ولا يتفاعل معه أحد، وبين غارات التحالف وظلم الحكومة" العراقية. وتساءل الفيضي "كيف سيستهدفون التنظيم في داخل المدن؟ هل سنشهد حرب إبادة للسنة تحت ذريعة محاربة هذا التنظيم؟ هذه هي المخاوف التي تراودنا جميعا، نحن السُنة. الناس في هذه المناطق يشعرون بالاحباط ولا يتفاعلون مع أي رغبة دولية في محاربة هذا التنظيم او ذاك". أما الشيخ رعد عبد الستار للسليمان، أحد شيوخ عشائر الأنبار غرب العراق، فقال إن "الأميركيين لديهم تجربة سابقة في العراق استمرت نحو عشر سنين ولم ينجحوا فيها"، داعياً دول العالم إلى عدم الدخول في "معركة فاشلة" أخرى في العراق. وناشد المجتمع الدولي البحث عن "أسباب المشكلة في العراق والجلوس مع أبناء هذه المحافظات المنتفضة للعمل على ايجاد حلول لها". وفي بادرة تعكس اهمية العشائر، التقي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ستة شيوخ منها خلال زيارته عمان، وقد سلموه مذكرة تتضمن 12 مطلباً، أهمها عدم استهداف القصف للمدنيين والعمل على إعادة النازحين وتعويض المتضررين جراء القصف ورفع اجتثاث البعث وتشكيل قوة من ابناء المحافظة.