الاحتفال بأربعينية السيد هاني فحص يشبهه الى حد كبير , يشبه حواره الإسلامي المسيحي .. يشبه عمامته المنفتحة على لبنان الواحد ولبنان المتنوع , كان هاني فحص المسيحي , وهاني فحص المسلم في آن واحد .
لم يكن احتفالا للرثاء ولا احتفالا للبكاء , لقد كان احتفالا لتخليد هذه الشخصية واحتفالا لتحقيق حُلُمها باجتماع المسلم والمسيحي على طاولة واحدة وفي مناسبة واحدة تحت اسم الله الواحد الأحد .
كانت روح السيد هاني حاضرة في كنيسة مار الياس انطلياس كما كان فيها جسدا واستعادت هذه الكنيسة صوته ونبرته وفكره وتعاليمه وصلاته .
أقيمت مساء الجمعة في كنيسة مار الياس انطلياس صلاة مشتركة بمناسبة اربعين غياب السيّد هاني فحص، بدعوة من دير ورعية مار الياس – أنطلياس و بالتعاون مع بلدية أنطلياس – النقاش، الحركة الثقافية – أنطلياس، حركة التجدد بالروح القدس، إنتظارات الشباب، النادي اللبناني للكتاب، المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم، درب مريم، رسالة حياة، رسالة سلام، فرح العطاء، مؤسسة أديان، جمعية التسلح الخلقي، معاً نعيد البناء، الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، في حضور الرئيس السابق العماد ميشال سليمان، النائبين بهية الحريري وانطوان زهرا ومنسق الأمانة العامة ل 14 آذار فارس سعيد ووزراء سابقين وفاعليات رسمية وسياسية ودينية واجتماعية وثقافية وفنية وممثلي وسائل الإعلام.
بو رعد
بعد تقديم من الإعلامية رانية بارود التي قالت إن “اللقاء ليس للرثاء، فالرثاء للأموات”، مشيرة الى ان “العامية ستتجدد في مهدها تحت إسم السيد هاني فحص وبشفاعته”، قال رئيس دير مار الياس انطلياس الأب جوزف بورعد ” تفتتح كنيسة مار الياس أبوابها الواسعة لتحتضن بعضا من محبي السيد هاني فحص وآله وصحبه لا لشيء إلا لأنها تفتقده ، لا لشيء إلا للصلاة”، مستدودعا الله ” معلما وأخا وحبيبا”. أضاف : ” نحن أهل العاميات وكنيستنا صرخة، هنا اعتدنا الصلاة مع السيد ومع كل ممثل لله ومحب لعباده.”
الأمين
وقال السيد محمد حسن الأمين:”ما جئنا لنرثي فقيدنا الكبير، جئنا لنحتفي به في المكان الصحيح، بين الإخوة الأجلاء، مطارنة، خوارنة ومثقفين في هذه الكنيسة المباركة، ويشعر المرء وهو مدعو للحديث عن السيد هاني فحص بمعضلة الزمن أي معضلة الوقت المتاح، فلا أستطيع في هذه المناسبة إلا أن أذكر ملمحا واحدا من ملامح هذه الشخصية التي استدعت ميل هذا المعبد المسيحي أن يقيم له هذه الصلاة المباركة.”
أضاف :”هذا الملمح الذي تكامل وتوهج وتبلور في ثقافة فقيدنا الراحل وفي سلوكه، هو أن الأديان جميعها تصلح لأن نعتنقها نحن الكائنات الإنسانية وكتب علينا بفعل الإجتماع الإنساني أن نرث أدياننا، ولكن أن يكتشف رجل دين أن الأديان كلها صالحة لأن تتبع، غير أن اتباعها لا يجوز ان يكون بفعل الوراثة فحسب.”
ودعا اللبانيين أن ” يهتدوا الطريق الى الحياة المشتركة وليس الى العيش المشترك، الى الوجدان المشترك والتجربة الروحية المشتركة.”
فحص
ثم قال حسن هاني فحص :”قبل أشهر طلب مني أن أكتب عنه، بكثير من النقد وقليل من المشاكسة، بكثير من الحب كقلبه، لكن سيد الحب رحل. وقال : ” الهي كسره ولا يجبره الا لطفك وحنانك ، وفقري اليه لا يغنيه إلا عطفك وإحسانك ” وختم : ” فيا منتهى أمل الآملين، أسألك أن تنيله من روح رضوانك وتديم عليه وعلينا نعمة امتنانك”.
عطالله
وقال الأب مارون عطالله :”يا سيدي، يا من دعوتنا لأن نكون كلنا واحدا، نحن الليلة في بيتك واحدا في صلاة مشتركة من أجل السيد هاني فحص، المتصوف والمناضل معا. لقد كتبت لي: أتمنى عندما أكبر أن أبقى شابا مثلك، وأن أكون الى جانبك في قلب المسيح.”
أضاف :”أمنيتك تحققت، لقد بقيت شابا وها أنت في كنف المسيح وفي قلب الله.”
وبعدإضاءة الشموع التي وزعت على الحضور، أدى إدي عون ترافقه جوقة قداس الشباب ترنيمة “نحن ساهرون ومصابيحنا مشتعلة”من كلمات الأب يوحنا الحبيب صادر وألحان زياد الرحباني،
ثم تلاالمطران كميل زيدان والأخت كليمنص الحلو ومصطفى هاني فحص الأدعية عن راحة نفس السيد فحص.
وبعد إنشاد جاهدة وهبة المزمور 86، رفع الأدعية كل من المطران غي نجيم والشيخ سامي أبو المنى ومحمد السماك وملحم خلف.
تلا ذلك عزف على الكمان لنداء أبو مراد. ورفع الأدعية كل من الشيخ محمَّد النُقَري والأب مكرم قزاح ورشيد الجلخ وأنطوان سيف، لترنم جاهدة وهبة المزمور 46، ثم رفع الأدعية الشيخ نزيه صعب، والأب فادي ضو وشارلوت فرحات وميشال عقل، ثم كانت قراءة لكل من أنور مهدي ورفعت طربيه.
وفي الختام تليت الفاتحة ورفع دعاء مشترك كتبه الراحل من أجل التماس السلام بين اللبنانيين وصلت كريمته عزة ترحيني وجورج عبده على التوالي وأنشد إدي عون وجوقة قداس الشباب مزمورا. ثم تقبل أبناء السيد فحص التعازي من الرئيس سليمان والحضور، ووزع كتاب يتضمن ” شذرات مما كتب السيد فحص وما كتب فيه”.