ابلغت مصادر عسكرية "النهار" ان الوضع الميداني في طرابلس جيد رغم تحصن المجموعات المسلحة بالمدنيين مما يحول دون الحسم السريع، علمت "النهار" ان قائد الجيش العماد جان قهوجي حازم في قرار ضرب الخلايا الإرهابية ولن تتوقف العمليات قبل القضاء عليها، مرجحاً أن تستمر يوماً آخر أو يومين. 

في المقابل ابدى قهوجي، بحسب سياسي يواظب على الإتصال به، تجاوباً كاملاً عندما يبلغه طلباً لوقف النار من أجل إخراج المدنيين والجرحى على سبيل المثال، وقد لبى هذا النوع من الطلب مرتين على الأقل عندما تلقاه من الرئيس سعد الحريري، ثم من الرئيس تمّام سلام.

ولعل الاهم من إصرار قيادة الجيش على التصدي، الغطاء السياسي الذي توافر للحرب الدائرة على المجموعات الارهابية في طرابلس والمنية وكل الاماكن الاخرى التي تستوجبها هذه الحرب، ومنها المخيمات الفلسطينية التي شدد الجيش الاجراءات في محيطها امس. 

وأكد لـ"النهار" سياسي شمالي من "المستقبل" تابع التطورات الأمنية والإتصالات في شأنها، أن الموقف السنّي الداعم للجيش "ممتاز"، سياسياً من خلال رئيس الحكومة تمام سلام، والرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة اللذين كانا يطلعان على ما يجري أولاً بأول من خلاله، وأيضاً بقية قيادات الطائفة وشخصياتها، وهذا العامل مهم جداً، وهو داعم شعبياً على ما أظهرت مجموعة واسعة من الإجتماعات تولاها السياسي مع رؤساء بلديات وفاعليات في عكار وطرابلس والضنية.

وقال: "أجزم أن أكثر من 95 في المئة من أبناء الطائفة السنية في الشمال يقفون مع الجيش إذا اصطدم بأي مجموعة مسلحة أياً تكن هويتها. يجب تقدير هذا الموقف الجامع".

وعلمت "النهار" ان الرئيس سلام، الذي بقي امس على اتصال مع القيادات السياسية والدينية والامنية في الشمال عموما وطرابلس خصوصا، أكد أمام زواره ان لا تراجع عن مواجهة الارهاب من أجل حماية الدولة والامن والنظام ودفاعا عن المواطنين الذين يستحقون أن يعيشوا بكرامة ولا يعبث بأمنهم أي عابث. ولفت الى ان إنهاء ظاهرة الارهاب ليس سهلا لأنها معقّدة لكن العمل لانهائها لا عودة عنه .