تحدّث رئيس الحكومة تمام سلام ليل أمس لـ«الجمهورية» مستعرضاً حصيلة الإتصالات التي أجراها مع قائد الجيش والوزراء المعنيين والقيادات الطرابلسية، فرفضَ «أن يُعتَبَر ما حصل فلتاناً خرج من يد الجميع».

وقال: «صحيح انّ الأمور «متفاقمة» لكنّ الجيش اللبناني يمسك بالوضع ويسيطر على الأرض ولو بكلفة عالية». وأضاف: «إنّ الجيش يخوض مواجهة شرسة مع خاطفي شعب ومجتمع بكامله». ونوَّه بصمود الجيش في مواجهة هذه المجموعات المسلحة، مؤكّداً أنّه «لا يمكنه ان يتراجع في هذه الأجواء». وقال: «لقد قدّم الجيش كثيراً من التضحيات في سبيل الأمن والسلام الذي تستحقّه مناطق عكّار وطرابلس وبقيّة المناطق اللبنانية».

وأضاف: «لقد قدّم الجيش من خيرة ضبّاطه ورتبائه والجنود شهداء وجرحى هم موضع تقدير لدينا ولدى القيادة العسكرية، وبالتالي فإنّ الجيش سيكمل المهمة الموكلة اليه حتى النهاية، ولن يكون امامه ايّ عائق، فثقتنا به كبيرة وهي في موضعها».

وردّاً على سؤال حول احتمال إلغاء مشاركته في المؤتمر الذي تنظّمه «مجموعة العمل الدولية من أجل لبنان» غداً في برلين في ألمانيا، أكّد سلام أنّ أيّ تعديلات لم تطرأ على سفره وأنّه سيغيب عن لبنان 24 ساعة فقط، «فالمؤتمر مهمّ جداً وننتظره منذ الإعلان عنه ونُعدّ له العدّة اللازمة، ولا تقف اهمّيته عندنا فحسب، فهو مهمّ ايضاً بالنسبة إلينا وإلى دوَل الجوار السوري، وله موقعه في اعتباره مناسبة إستثنائية في حساباتنا، والمشاركةُ فيه مهمة وطنية وأساسية تتجاوز ما يجري من حولنا من أحداث على رغم اهمّيتها. فملفّ النازحين السوريين كبير وخطير، وهو سبب مهمّ في كلّ ما يجري على ساحتنا.

فالنزوح السوري بات يلقي بأثقاله الكبيرة على اقتصادنا ومؤسساتنا بكلّ المستويات، وقد قدّم لبنان ما لم تقدّمه ايّ دولة في المنطقة، ولا بدّ للعالم من ان يشاركنا في كلفة المواجهة ويساعدنا على تجاوز هذه المحنة الكبيرة لتعويض ما لحقَ بنا من أضرار تفوق كلّ التوقعات.

ولذلك، أعدَدنا العدّة جيّداً لهذا المؤتمر، وسيكون لنا موقفٌ واضح ترجمته الحكومة بورقة عمل مدروسة بعناية تامّة، وسيكون لها الصدى الذي ننتظره على كلّ المستويات. ويجب ان لا ننسى انّ أكثر من 39 دولة تشارك في هذا المؤتمر ما عدا دوَل الجوار السوري. وعلى العالم ان يعيَ كثيراً من الحقائق التي سنُسلّط الضوء عليها في هذا المؤتمر».

وعمّا قيل عن توحيد ورقتَي لبنان والأردن الى المؤتمر، قال سلام: «إنّ ما جرى من اتصالات لم يوجب بعد توحيد هاتين الورقتين بورقة واحدة. فلكلّ من دول الجوار خصوصيات لا تتلاءَم وأوضاع الدولة الأخرى. وحيثما يجب ان نوحّد الجهود سنوحّدها وحيث نرى مصلحة لبنان سنكون. فهناك أمور كثيرة نتمسك بها وقد أجرينا الإتصالات الإستباقية الضرورية لضمان الوصول إليها، والله وليّ التوفيق».

وكشفَ سلام أنّه سيغادر لبنان اليوم ويعود غداً، وسيلتقي فور وصوله الى برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل ان يلقي كلمة لبنان في المؤتمر وكلمةً أخرى في لقاء دوَل الجوار السوري.