من علامات الظهور, أيّ من المؤشرات الدّالة على اقتراب خروج الامام المهدي كما تؤمن جماعة الشيعة, قيام فتن في سورية , وأحداث في اليمن, وفي الأولى يظهر السُفياني ,وفي الثانية يبرز اليماني كعلامتين بارزتين من جملة العلامات مؤسسة للمرحلة المهدية .
طبعاً السُفياني عدوللدين بطبعته الشيعية , ومن شأنه الاستيلاء على سورية واخضاعها للفئة الباغية, في حين أن اليماني نقيض السفياني في الدور والوظيفة والانتماء والانتساب لذلك هما مكملان للرواية الشيعية , ولكن بدورين مختلفين في الشكل والمضمون .
هذا الاسقاط الروائي على الحدثين السوري واليمني جعل أفئدة من الناس تهوى المساهمة في التمهيد للمهدي الامام الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً من خلال الانخراط في القتال الى جانب النظام السوري ضدّ "سُفينيّة" المعارضة لنصرة المعصوم في ساحة المعركة المفتوحة على باب خروجه من غيبته .
اذاً تمّة استقراء تراثي يسهم في حربيّ سورية واليمن بالطريقة المؤدية الى تحضير الأجواء المطلوبة لتصحيح المسار الانساني بعيد تصحيح المسار الاسلامي على يدّ الامام المهدي المكلف اعادة اعمار الكون البشري بطريقة الهية نظيفة تماماً من التدخلات الانسانيّة المخربة للنظام الديني .
هذا الفهم دفع بحزب الله الى المشاركة في قتاليين أساسيين وفق منطقيّ الضرورة والحاجة وبوسائط مختلفة ومرهونة بالقدرات المتوفرة والمطلوبة على ضوء ما هو متاح في سورية واليمن .ليفتح بذلك طرق التمهيد للمهدي المنتظر ولقيام الدولة المهدوية الموعودة .
طبعاً لا يتهرب احداُ من المؤمنين بالتراث بصحيّة الراوي والرواية ولا بمفاهيم يوم الخلاص الذي يستحضر الأسباب الواقفة خلف الهمّة الشيعية المسافرة من بلد الى بلد نصرة ونجدة للامام المعصوم في شروطه المسبقة لتحصيل الدولة الموعودة قبل ضياعها في دوامة من الاستنزاف المخيف .
اذاً للتاريخ دور في صياغة الحاضر وصناعته , وللنبؤات ارشاداتها الدامغة لأنها لا تنطق عن الهوى , انما هي وحيٌ كتب التاريخ البشري بمراحله كافة , وأنبأ عنها من خلال الأحاديث المأثورة التي لا تخيب لأنها من وضع الله وبواسطة أنبيائه وأوليائه الأمناء على النقل الحرفي للنصوص الدينيّة . لذا بدت سورية أرضاً لجهاد الجهاديين ودعوة مذهبية للدفاع عن الدين وعن مستقبله في سورية ’ كما هو حال العراق الذي يئن تحت وطأة الانتحاريين والمقاتلين في سبيل الله , وبالتالي الشعور الذي يسيطر على اليمنيين بعد سيطرت الحوثيين واعتبار ذلك بمثابة بداية اعلان عن خروج اليماني المنتظر كعلامة بارزة من العلامات المهدوية .
طبعاً مسار الأحداث وأسبابها سياسية , الاّ أن التأويل الديني لها يجد الكثير من التبريرات لاعطائها بُعداً تحتشد فيه الرموز الدينية للتبرير تارة ولاعطاء الحروب شروطها الشرعية تارة أخرى, لأن الاسلاميين يقاتلون ويجاهدون في سبيل الله لا في سبيل الشياطين والطواغيت