توفي رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله مهدوي كاني، عن عمر يناهز 83 عاما وبعد غيبوبة استمرت لخمسة أشهر.
تولى مهدوي كاني، مناصب سياسية عدة بعد الثورة الإيرانية عام 1979، كما كان أمين عام مجمع العلماء المناضلين في طهران، وكان الرجل من أعمدة المحافظين المعتدلين، وخلال الأعوام الأربعة الماضية، اشتدّ الخلاف بينه وبين رجل الدين المتشدد آية الله مصباح يزدي، الذي يقود الجناح المتشدد في المحافظين.
وأُرغم كاني على تولي منصب رئاسة مجلس الخبراء، بعد عام من انطلاق حركة الخضراء الإيرانية عام 2009، وبعد ما وقف الرئيس السابق لمجلس الخبراء، هاشمي رفسنجاني بجانب المحتجين على التزوير في نتائج الانتخابات، بفعل ضغوط المتشددين، والقيادة الإيرانية التي لم تكن تتوقع من رفسنجاني، الوقوف بجانب المحتجين.
وفي العام 2010 عند ما اطلع هاشمي رفسنجاني، بأن صديقه مهدوي كاني يريد أو يراد منه الترشح لانتخاب رئيس جديد لمجلس خبراء القيادة، انصرف عن الترشح وأعلن عن دعمه للأخير وهو كان يريد صدّ الطريق امام الجناح المتشدد بزعامة مصباح يزدي للوصول إلى رئاسة هذا المجلس. وهكذا أظهر رفسنجانين حنكته السياسية.
ورغم أن الظروف الجسدية لم تكن تسمح لمهدوي كاني بعد إنهائه العقد الثامن من العمر، بأداء مهامه الرئاسية، إلا أن حضوره الصوري وهو جالس على الكرسي المتحرك، كان وافياً بالمقصود، حيث أنه كان يمثل الحد الوسط بين تيار رفسنجاني المعتدل والقريب من الإصلاحيين، والتيار المتشدد.
بعد أن دخل مهدوي كني الغيبوبة، خلال احتفال الذكرى السنوي لوفاة الامام الخميني، بذل المسؤولون أقصى جهودهم من أجل علاجه وإعادته إلى الحياة، رغم أن أكبر جراح للمخ والأعصاب في العالم البروفسور سميعي - وهو إيراني مقيم بألمانيا- أكد بعد معاينته مهدوي كاني، بأنه أصيب بالموت الدماغي، ولكن جهات إيرانية لم تكن تريد الإعلان عن موته، حتى لا يصار إلى انتخاب رئيس جديد، لأنهم احتملوا عودة هاشمي رفسنجاني، إلى منصبه السابق، بينما الذين أقصوه من الترشح لانتخابات الرئاسة، لا يريدون عودته إلى رئاسة مجلس الخبراء.
هذا رغم أن شعبية رفسنجاني، ارتفعت بعد رفض ترشحه في انتخابات الرئاسية، وحتى الأغلبية في مجلس خبراء القيادة، يقبلون به رئيساً لهم، ولكن هناك حسابات يعود إلى القائد، ولا مجلس خبراء القيادة، لأنه هو يقود هذا المجلس، من خلال عناصره هناك.
الآن وبعد الإعلان عن وفاة الشيخ مهدوي كاني، لا بد من انتخاب رئيس جديد، ولكن يبدو أن هاشمي رفسنجاني، لا يريد ترشيح نفسه لرئاسة هذا المجلس، في عامه الأخير، حيث ستجرى انتخابات مجلس خبراء القيادة في بداية عام 2015.
ويبدو أن هناك اتجاه لإقصاء رفسنجاني من الترشح للدورة الجديدة لمجلس الخبراء، ولكن يبدو أن رفض ترشحه لهذا المجلس، سيكلف النظام، تكليفا باهضا.