زعيم السنة في شرق إيران، مولوي عبد الحميد اسماعيل زهي، طالب الملك السعودي الملك عبد الله، في رسالة وجهها له، بإلغاء حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي السعودي،الشيخ نمر باقر النمر.
أشار مولوي عبد الحميد، في رسالته إلى الأوضاع المتوترة في العالم الإسلامي وأضاف إن الوحدة والأخوة حاجتان اساسيان للأمة الإسلامية والطريق للوصول إليهما هو الحكمة والحزم.
خاطب مولوي الملك عبد الله بن عبد العزيز بالقول: بما أن أعداء الإسلام يستغلون أي فرصة من أجل إذكاء الفتنة بين البلدان الإسلامية، فإنني وباسم النخب وعلماء أهل السنة، أناشدكم باستخدام صلاحياتكم الخاصة، من أجل إلغاء عقوبة الإعدام بحق الشيخ نمر باقر النمر.
وأعرب ملولي عن ثقته بأن إلغاء حكم النمر سيؤدي إلى تعزيز الأخوة والوحدة بين المسلمين، ويوطد أواصر الصداقة والمحبة بينهم.
يعرف مولوي عبد الحميد جيداً بأن الذين يدفعون ثمن المواجهات بين إيران والسعودية، هم المواطنون العزل، وليس السياسيون. ويعرف أن إصدار حكم الإعدام بحق حجة الإسلام الشيخ نمر باقر النمر، يمثل بدعة شنيعة، سيبرر مثله في أي مكان آخر، ومنها في إيران، حيث هناك محتجون من السنة، كما الشيعة. وإذا يحق للسعودية تنفيذ حكم الإعدام بجق رجل دين محتج عقوبة على الاحتجاج على النظام، فلما ليس من حق النظام الإيراني، أن يردّ بالمثل؟
سبق لمولوي عبد الحميد أن توسط عند جماعة جند الله الإيرانية للإفراج عن الجنود الإيرانيين الرهائن لديها، وتمكن من إفراج خمسة منهم بعد ما بادر الجماعة بقتل أحدهم.
جاء طلب زعيم السنة في إيران، بإلغاء حكم النمر، بعد أن أبدى المسؤولون في إيران والوجوه الدينية استياءاً عارماً لإصدار حكم الإعدام بحق الأخير.
ويبدو أن إصدار حكم الإعدام بحق الشيخ نمر، يشكل حلقة من حلقات الصراع السعودي الإيراني، بعد احتدام الخلافات بينهما في سوريا، والبحرين واليمن مؤخراً. وللمناسبة ينبغي التذكير بأن معركة تخفيض سعر النفط التي أطلقتها السعودية، هي معركة لكسر عظم إيران وروسيا، ليس إلا.
ألا يكفي النفط والمعارك العنيفة بين البلدين لإظهار قوتهما كل أما الآخر؟ لما ذا تريد السعودية أن تجعل من الرموز المذهبية وقوداً لمعاركها مع إيران؟
أليس من حق أي عاقل أن يتساءل النظام السعودي، بأنكم كيف تريدون الحرية للشعب السوري، بينما لا تطيقون انتقاداً بسيطاً من قبل رجل دين مواطن لبلده الذي ليس ملكاً لأحد وإنما ملك لجميع المواطنين؟ أو إن النظام السعودي يريد الحرية للجيران ولا لشعبه؟
ألا يعرف النظام السعودي، أن في إيران، 20 ميليون من السنة ولو يتعامل النظام الإيراني مع المحتجين من السنة بنفس المنهج، فمن المفترض أن يكون هناك حرب إبادة ضد مشايخ السنة.
وأخيراً يجب نصح النظامين، بان يرفعوا يدهم عن المواطنين العزل، عن رجال دين وغير رجال الدين. وينقلوا معاركهم إلى أماكن أخرى، هما يعرفانها أفضل من أي أحد.