رحم الله العلامة السيد هاني فحص الصديق الصدوق، رسول المسلمين للسلام، ورسول السلام للمسلمين. رسول الإسلام للمسيحية، ورسول المسيحية للإسلام. رسول الشيعة للسنة، ورسول السنة للشيعة..رسول الثورة الاسلامية في ايران الى فلسطين، ورسول فلسطين الى الثورة الاسلامية. رسول لبنان في العراق، ورسول العراق في لبنان.رسول النجف الى العالم، ورسول العالم الى النجف، رسول لبنان في العالم العربي، ورسول العالم العربي في لبنان..كان هاني فحص لي هو لبنان، ولبنان هو هاني فحص.
هاني فحص مرآة كنت أرى فيها: المثقف، الأديب، الشاعر، الفنان، الناقد، المتمرّد خارج فلسفات العدمية والعبث، القلب الفوّار بعشق الإنسان، الثائر العابر للآيديولوجيات، رجل الدين العابر للأديان، الشيعي العابر للطوائف، المتصوف العابر للأديان، الإمام خارج المسجد، الخطيب خارج المنبر، المؤمن خارج المسجد، القدّيس خارج الصومعة، الراهب خارج الدير، المحاضر خارج الجامعة، المعلم خارج فصول المدرسة، المربي خارج المنزل.
يجتمع تحت جبّته؛ محمداً وعيسى، وفي قلبه؛ فاطمة الزهراء ومريم العذراء، وفي ضميره؛ الحسين الشهيد والمناضل جيفارا…من دون أن تطرد شخصية أخرى أو تنفيها، ذلك أن رؤيته للعالم على الدوام أرحب من ضيق المعتقدات، وانطواء الآيديولوجيات، وكراهية التعصبات. إنه يتذوق كل ما هو جوهري في الأديان، ويبصركل ما هو مضئ، ويتلذذ بكل ما هو رؤيوي، ويعشق كل ما هو جميل، من مزايا وخصائص وحالات الإنسان.
هو مرآتي التي رأيت فيها صورتي المفتقدة منذ مراهقتي حتى اليوم، ولم أكتشفها إلا في نماذج بشرية نادرة.
صحبته في مؤتمرات وندوات عديدة في لبنان وخارجها، كان يتدفق كالشلال، يفيض دفئا وتراحما وسلاما، وأدبا ومعرفة. يحمل هموم المهمشين، يتفجع لأوجاع المعذبين، يتحدث عن المحرومين وكأنهم أبناؤه، يفاجئ مستمعيه في التحدث عن تدين قلّما عايشوه، ودين قلّما تعرفوا عليه، يحكي عن إسلام قلّما نراه في حياة المسلمين، وعن تسامح في الأديان؛ تتنكر له حروب الأديان والطوائف اليوم وأمس. يدلّل على أن هذا الدين الذي يعتنقه، والايمان المشبعة به روحه، والتدين الذي يعيشه، هو ذاته دين وإيمان وتدين الناس في قريته، وعامة الناس الذين منهم أبواه، ممن يزدريهم بعض المتنطعين من رجال الدين؛ بوصفهم يخطئون في ضبط مخارج حروف الآيات، ويلحنون في تلاوة الأذكار والصلوات.
ذاكرته تحكي لنا أمثلة لعجائز من الأمهات وشيوخ من الآباء، ممن يعيشون تجاربهم الروحية الفطرية البريئة الحميمية، بعيدا عن ما سممتْ به فضاءَ التدين في مجتمعاتنا داعشُ وأمهاتها. قال لي يوما: انه طالما غمره شعاع النور المنبعث من أفئدة الفلاحات والفلاحين والعاملات والعمال، لكنه كان نادرا ما يكتشف مثل ذلك النور في بيئة رجال الدين. أجبته بما قاله شاعر الفرس الكبير حافظ الشيرازي: “در خرابات مغان نور خدا ميبينم”، بمعنى؛ أرى نور الله في حانات الكاهن المجوسي. ابتهج طربا، وهو يشدو بيت شعر حافظ، ثم كتبه على ورقة.
ظلّ هاني فحص كتابا ناطقا مفتوحا، ترسم حروفَه لوحاتٌ ألوانها مشرقة بالنور، ويجسّد خطواته سلوكٌ غريبٌ على رجال الكهنوت، يعزف قلبُه أنشودةَ الخير، وتشفُّ روحُه عن ترانيم تجربة العاشق الذي يسكره الوصال مع الحق.
لم يحكم بنجاسة شخص بشري،لم يكفّر أي فرد أو جماعة، كما هي مهنة بعض رجال الدين، ولم يقضِ بمآلات أصحاب المعتقدات المختلفة في اليوم الآخر، أو من يرفضون الأديان والمعتقدات كافة. كان إيمانه يتسع للجميع، إيمانه ينبع من ثقته العميقة برحمة الله، التي كتبها الله على نفسه. وهي رحمة يبخل بها المتحجرون التكفيريون، ممن يزعمون انهم يرتبطون بقرابة خاصة من الله، وهو الذي منحهم تفويضا مقدسا، بإخراج من يشاؤون من خلقه من فيوض رحمته، وتضييق ما هو واسع منها، حين تشحّ نفوسهم فتبخل برحمة الله، التي وسعت كل شئ، وكرمه الدائم الذي لا ينقطع ولا ينضب، الذي لم يختصه بأحد وأتاحه لكل الناس، فيما يزعم هؤلاء ان ذلك الكرم وتلك الرحمة مما استأثرهم الله فيها، وهي خاصتهم لا يشاركهم فيها مخلوق. طبع الله على قلوبهم، فلم تبصر كيف يهبُ الله الرحمة لأؤلئك الذين تساموا في مقامات السير اليه، فتصير طبيعتهم هي الرحمة، أي انهم أصبحوا هم من يمنح الرحمة، بدلا من ترقب ان يفيضها الله عليهم.
لم يكن السفرُ الى الله عند سيد هاني رهبنةً وعزلةً وهروبا من العالم، مثلما يهرب بعض المتصوفة والرهبان، ويستغرقون بحالة زهد وأوراد وأذكار، يغيبون معها عن العالم، ويعتزلون الحياة، بل كان السفر الى الله لديه، هو السفر والاستغراق في أوجاع الانسان وأحزانه وشقائه. كان قديسا لا كالقديسين، راهبا لا كالرهبان، مؤمنا لا كالمؤمنين، متدينا لا كالمتدينين، رجل دين لا كالحوزويين، معمما لا كالمعممين. دينه يسمح له بقبول كافة الأديان، إسلامه يسمح له بقبول جميع المسلمين، تشيّعه يسمح له بقبول كل المذاهب والفرق.
مشكلة هاني فحص خروجه على ثقافة القطيع، ورفضه لنفسية العبيد. كان يفكر وحده، يغرد وحده، يمشي وحده، لكنه لا يخوّن أحدا، لا يتهم أحدا، ولا يحارب أحدا.
جسور في مواطن يتغيب فيها معظم أهل الرأي في الدين والدنيا. يقول علانية ما يقوله غيره في السر.
لا يكف عن حكاية آلام المغلوبين في الماضي، وأوجاع البؤساء في الحاضر. لا يكرر صورا تاريخية متخيلة للمعتقدات والجماعات، كما يفعل معظم زملائه رجال الدين؛ بل يحرص على البوح بالمسكوت عنه في ذلك التاريخ، فهو لا يني يفضح اضطهاد الرقيق والأماء وغيرهم في التاريخ، ولا يتردد في الحديث عن انتهاكات كرامة الكائن البشري في الماضي والحاضر. لم أره يوما في موقف، ولم أقرأ له نصا، لم أجده فيه منحازا للانسان كإنسان، قبل أي تصنيف أثني أو ديني أو طائفي.
تخترق بصيرته طبقات التاريخ المتراكمة، فلا ينشغل بتبجيل مسيرة الأديان، ويتجاهل المظالم والمذابح والانتهاكات الممارسة باسمها، مثلما يفعل الكثيرون من أتباع الأديان ورجالها. سمعته في مؤتمر قبل خمس سنوات، في حضور شخصيات دينية من المسلمين؛ شيعة وسنة، والمسيحيين، والصابئة، يقول: ان قتلى حروب الأديان في تاريخ البشرية أكثر من ثمانين بالمائة من ضحايا الحروب التي عرفتها البشرية، مما أثار حنق بعض الحاضرين فرد عليه غاضبا، لكن هاني فحص أجابه بصراحة: لا أستطيع تكذيب ما شهدته الحروب الصليبية من مجازر، والتي تواصلت 200 عاما. كما لا يمكن ان أنسى المذابح الأخرى في حروب الأديان والطوائف، الممارسة باسم الله، بذرايعة احتكار تمثيله، والتكليف الحصري بالدفاع عنه.
رأيت فيه ما لم أره في الكثير من زملائي في حلقات الدرس الحوزوي، أفق ايمانه لا تنهكه الأسوار، ولا تغلقه السجون، بصيرته تمنحه قدرة على قراءة الأسرار المخطوطة على أفئدة العشاق المتيمين في موكب العشق الالهي.
لا أعرف لماذا حين نكون معا، وتتكشف لي أطياف التدين الرحماني لهاني فحص، تحضر حكايات “مثنوي” مولانا جلال الدين الرومي، وبراعته في تصوير حقيقة الايمان. مثل ما يحكيه عن النبي موسى والراعي، حين كان الراعي يلح على الله أن يقدّم له ما يريده من احتياجات، اذ يتصور الراعي اللهَ بحدود عالمه، ويفكر ان الله يحتاج الى؛ “ذبح شاة وشيها، وتقديمها له مع الأرز، غسل قدميه، تنظيف أذنيه، تخليصه من القمل..”. مما دعا موسى أن يستهجن دعوة الراعي الساذجة لربه، لحظة رآه موسى يتحدث مع الله بلهجته العارية وتصوره المحدود الساذج لله، وكأنه صديق قريب جدا، يمتهن معه الرعي أيضا. لكن الله عاتب موسى على موقفه المستهجن لحديث الراعي، ونبّهه الى غبطته بصدقه وعفويته وبراءته؛ وناداه: “يا موسى إن العارفين بالآداب نوع من الناس، والذين تحترق أنفسهم وأرواحهم (بالمحبة) نوع آخر. إن للعشاق احتراقا في كل لحظة…فلو أنه أخطأ في القول، فلا تسمه خاطئا، وإن كان مجللا بالدماء فلا تغسل الشهداء، فالدم أولى بالشهداء من الماء! وخطأ المحب خير من مائة صواب… إن ملة العشق قد انفصلت عن كافة الأديان، فمذهب العشاق وملتهم هو الله. ولو لم يكن للياقوتة خاتم فلا ضير في ذلك، والعشق في خضم الأسى ليس مثيرا للأسى…”.
لا يكفّ سيد هاني أبدا عن الانشغال بقضايا الناس ومتاعبهم، تهرع اليه الفتيات والفتيان من مختلف الطوائف، من المؤمنين وغيرهم، لا يفرق بين أحد منهم، يحتفي بهم، يرعاهم، يتفهم آلامهم، يتحسّس جروحهم العنيفة، ونزيف قلوبهم، وعذابأ رواحهم، واشتعال أدمغتهم، ومكابداتهم في بيئآتهم من أهاليهم وشيوخهم، الذين يسخرون من اقتحام تفكيرهم المناطق المحضورة. كان هاني فحص يصغي الى أسئلتهم المشاغبة، ورؤاهم الجسورة، لا تستفزّه أو تزعجه آراؤهم الغاضبة، ومشاكساتهم الحادة. يتوجع لأوجاعهم، يشفق عليهم، وكأنه أم رؤوم، ذلك أنه يرى أن الشفقة على خلق الله أولى من الغيرة على الله، لأن الله غني عن العالمين.
الله في فؤاد سيد هاني هو؛ المحبة لا الكراهية، السلام لا الحرب، الرحمة لا العذاب، الجمال لا القبح، الحياة لا الموت..كان يرى صورة الله في؛ الفقير، الجائع، العريان، المحروم، المعذب، الضحية.. رأيته يبكي أكثر من مرة؛ لحظة تستيعد ذاكرته أحد أصدقائة الراحلين، ممن هم “مقيمون في الذاكرة” حسب توصيفه، أصدقاؤه الأحرار المدافعون عن كرامة الانسان.
في كل مرة نلتقي يكثّف أسئلته عن أم محمد والأولاد، ويشدّد في متابعة ولدي محمد حسين. وهو يحلم بيوم مناقشته، معبّرا عن شعوره الجيّاش وترقبه بشغف لنجاحاته، وحين أخبرته أن محمد افرغ من كتابة رسالته الماجستير في سنة واحدة قبل زملائه، غير أن بيروقراطية الإدارة في الجامعة اللبنانية تمنعه من المناقشة وتسجيل الدكتوراه، انزعج جدا، ومن دون أن أطلب منه؛ راح يهاتف كل من يعرف من المسؤولين في الجامعة، ويلحّ عليهم؛إن محمدا ولدنا، وهو تلميذ جاد، ولا نريده أن يتأخر في تسجيل الدكتوراه، وبعد أيام قليلة من متابعته الحثيثة، عقدت المناقشة التي تأخرت أشهراً عديدة ، وسجّل محمد في الدكتوراه.
عندما يلاحظ خجلي من إحراجه، حين يتابع محمد بحماس، يكرر القول: يا أبا محمد؛ كل أبناء أصدقائي، تتجاوز صداقتي معهم الآباء غالبا. إنهم المستقبل، إنهم رصيدنا للغد، اني أتعلم منهم.
كنت أراه كما أنا، فقد تعلمت من أبنائي اكثر من آبائي، ومن تلامذتي أكثر من أساتذتي، ومن الشباب أكثر من الشيوخ. تعرفت عبر تلامذتي وأبنائي على شيء من؛ آراء فلاسفة حطّموا أصنام الذهن لم يتنبه لهم المتفلسفون إلا بعد عشرات السنين، ومفاهيم مفكرين مغمورين لم يهتم بهم كثيرون، ومنجز أدباء مجهولين لم تتداول نصوصُهم شِللَ المهرّجين، ورؤيا فنانين منسيين مُدهشين لم يدرك ابداعَهم المعاصرون. قادوني معهم الى قارات؛ عميقة،كثيفة، متنوعة، ثرية،لم أكتشفها من قبل، رغم اني استنزفت عمري بالمطالعة، فمنذ المرحلة الابتدائية لم أبرح الكتاب والورقة والقلم، في حضر أو سفر، في صحة أو مرض، في فراغ أو زحمة أعمال.
كلانا سيد هاني وأنا درسنا في حوزة النجف، لكنه سبقني بعقدين، اذ انخرط في الحوزة بداية الستينيات من القرن الماضي، وغادر الى لبنان مطلع السبعينيات، فيما التحقت أنا في حوزة النجف عام 1978، كما سبقني في أنه كان أحد رواد حركة تنويرية، تضم الصديق العلامة السيد محمد حسن الأمين وغيره في النجف، مثّلت بؤرة ضوء في الحوزة، واستطاعت أن تتواصل بحيوية من جيل الستينات الأدبي في العراق، والمثقفين العرب في مصر ولبنان، عبر الدوريات الثقافية والأدبية. وهي طيف شعاع تنوير لبناني، انبثق في حوزة النجف قبل مائة عام تقريبا، ووجد نموذجه المتطور مع هذه الجماعة.
كنت كما سيد هاني مسكوناً بأدبيات لاهوت التحرير والمقاومة وشعارات النضال والثورة، هو انفتح على المقاومة الفلسطينية مبكرا، وأنا انخرطت في الجماعات الإسلامية، كلانا كان ناقدا للحوزة ونظامها التعليمي والمرجعية التقليدية، لكننا معا أدركنا منذ سنوات؛ أن المرجعية الدينية التقليدية ضرورة آنية، تفرضها طبيعة مجتمعاتنا التقليدية. وأنها الضامن الوحيد لضبط إيقاع هذه المجتمعات وتماسكها، لحظة الانهيارات والمنعطفات الخطيرة، التي تتعرض لها مجتمعاتنا، فضلا على أنها تمنح المجتمع حرية أوسع؛ في التفكير والتعبير والحياة، وأن نموذجها في الدولة هو دولة حديثة مدنية، كما أعلنت ذلك أكثر من مرة؛ مرجعية النجف ومشيخة الأزهر، خلافا للإخوان المسلمين ومن نسج على نهجهم من الجماعات الاسلامية، ممن ينشدون دولة دينية، نموذجها التاريخي دولة الخلافة.
منذ 1985 غادرت العمل السياسي، وكل يوم جديد أجد نفسي أَشدُّ غرقاً في أحلامي المزمنة؛ في “تحديث التفكير الديني”، والسعي للبحث عن آفاق للتدين تتخطى مأزقنا التاريخي الشنيع، الذي زجّتنا فيه داعش وأمهاتها..لكن سيد هاني مضى مجازفا بشخصيته وهويته وانتمائه ورزقه، مسجّلا حضورا لافتا فاعلا في مواقف سياسية بالغة الحراجة والحساسية، حين أعلن أكثر من مرة عن صوت لا يكرّر صوت الجموع، وعن رأي لا يتطابق مع الرأي العام للجماعة، مما عرّضه للنفي والمقاطعة، واتهامات رخيصة بتهاونه وتضحيته بتشيّعه، وأنا الذي سمعته مرارا؛ حتى آخر مؤتمر حضرناه معا قبل أربعة أشهر، صوتا شيعيا جسورا، في مواطن يفتقد الشيعة فيها أي صوت لهم. في غياب سيد هاني من سيكون؛ سفير الشيعة للعالم في زمن الانكفاء، سفير الشيعة للسلام في عصر حروب الطوائف، سفير الشيعة للسنة في عصر التكفير؟!
لم أرَ سيد هاني يترفع عن الحضور والمساهمة في مختلف أنواع المنتديات والفعاليات والمواقف المجتمعية؛ الدينية والثقافية والأدبية والسياسية، مهما كان نمط ومعتقد جمهورها، شريطة أن تنتمي لهموم الوطن والانسان، مثلما هي همومه على الدوام.
خسارة عالمنا الشقي لسيد هاني فحص لا تعوض، ذلك أنه؛ المثقف المتنوع، رجل التسامح والحوار، عاشق الإنسان، المتمرد على كهوف الماضي المظلمة،المصباح في ليل الحاضر الطويل، الحالم بإنسان يتخطى أقفاص الهويات وزنزانات الطوائف، في عصر أمسى فيه من يراجع أو ينتقد أخطاء وخطايا طائفته يغامر بفقدان هويته.
فقدت أخا نبيلا غيورا على الانسان والأوطان والايمان وجوهر الأديان، وسأبقى وفيّا لقيمه وإيمانه وكدحه المتواصل، من أجل؛ الحق، العدل، الخير، الفضيلة، والجمال. وأعاهده؛ انماضيه لن يمضي من ذاكرتي وحياتي أبدا.
د. عبدالجبار الرفاعي،