تشكّل التطورات العاصفة في المنطقة العربية وامتداداتها الاقليمية محور الأحداث التي تشغل العالم والشرعية الدولية، ويشكّل تراجع، او تراخي، دور الأمم المتحدة في معالجة هذه التطورات المتصاعدة أحد العوامل التي تزيد تفاقمها.
على هذا الاساس عندما يتجدد الحديث عن ان الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، مرشح قوي لخلافة بان كي – مون أميناً عاماً للأمم المتحدة، فذلك قد يعني بالضرورة إستنهاضاً لدور المنظمة الدولية اكثر مما يعني إنصافاً لهذا السياسي الديناميكي الشاب [54 سنة] الذي تجمع الاوساط السياسية والديبلوماسية، على انه بما يملك من خبرة عميقة وبراعة كبيرة في ملفات المنطقة والشؤون العالمية، يستطيع ان يكون رافعة لدور الشرعية الدولية في مقاربة الحدث العربي والاسلامي، ومحامياً يسهر على الشؤون العربية في المنظمة الدولية.
يجمع الذين يعرفونه على انه سياسي بارع مندفع ومحنك، فقد كان شريكاً لأمير قطر السابق الشيخ حمد في بناء قطر الحديثة وفي إرساء دورها الفاعل والحيوي والمثير اقليمياً ودولياً، وقد وقف وراء رياح الربيع العربي، وليس هناك من ينسى مثلاً خروجه الغاضب من مؤتمر "جنيف - ١"، بعدما تم اجتزاء الجملة التي دعت الى "تشكيل حكومة سورية كاملة الصلاحية بعد تنحي الأسد"، لأن سيرغي لافروف أسقط كلمة "تنحي الاسد" فنسف المؤتمر ونسف سوريا طبعاً... كان الشيخ حمد يرى هذا بالعين المجردة تقريباً.
عندما خرج من الحكم مع امير قطر لم يكن أحد يتصور انه بعد عشرين عاماً في الديبلوماسية وفي رئاسة الحكومة، وبعدما وضع بصمات بارزة في العمل العربي، يمكن ان يذهب الى اعماله الخاصة، لأنه كما يصفه احد المسؤولين الأوروبيين "بولدوزر سياسي يشكّل علامة فارقة في السياسة العربية".
صحيفة "التلغراف" تقول ان الدوحة بدأت حملة ترشيحه لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة، خلفاً لبان كي - مون الذي تنتهي ولايته الثانية الأخيرة في ٢٠١٦، والذي كانت قطر [عبر الشيخ حمد نفسه] لعبت دوراً في إيصاله الى هذا المنصب.
لكن القصة ليست قصة رغبة الشيخ تميم بن حمد في "مكافأة الرجل القوي سياسياً في قطر" كما تقول الصحيفة، لأن المكافأة ستكون عملياً من نصيب المنظمة الدولية، التي تترتب عليها مسؤوليات جسيمة حيال التطورات العاصفة في الدول العربية والاسلامية، وليس هناك من يقدر ان يفعّل دورها أفضل من دينامو الحراك العربي منذ أعوام والذي يملك شبكة علاقات دولية واسعة.
سيكتب الكثيرعن ترشيح الشيخ حمد لخلافة بان كي - مون، لكن قراءة مدققة لأول مقابلة صحافية اعطاها بعد عام على خروجه، تكشف فعلاً ان الظل لا يمكن ان يتسع لدويّه السياسي ولو صَمَتَ!
حمد لخلافة بان كي - مون؟
حمد لخلافة بان كي - مون؟راجح الخوري
NewLebanon
مصدر:
النهار
|
عدد القراء:
458
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro