الاحتفال بالذكرى الثانية لاغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن ليست اللحظة المثالية لتفجير الوضع الحكومي , وما قاله وزير الداخلية والبلديات الوزير نهاد المشنوق بهذه المناسبة لا يهدف الى كسر الجرة مع حزب الله وقطع شعرة معاوية بين تيار المستقبل والحزب , وهذا ما اكدته مصادر الوزير الازرق مذكرة بان ما قاله ليس تفجير الحكومة بقدر ما هو تصويب الامور ورمي الكرة في ملعب حزب الله بعدما تبين للوزير بان الحزب لم يثبت انه كان على قدر المسؤولية التي حاول وزير الداخلية ان يضعه امامها , والدليل على ذلك ان الخطة الامنية تطبق في مناطق ويمنع تطبيقها في مناطق اخرى حيث سيطرة الحزب . واوضحت المصادر ان وضع النقاط على الحروف والاعلان عما يحصل على الارض والمشكلات التي تحول دون تطبيق الخطة الامنية اتت في محاولة من الوزير المشنوق لتفادي الوصول الى حائط مسدود يصعب عندها التصحيح . والموقف الحازم والواضح لوزير الداخلية حيال الخطة الامنية والتي حمل مسؤولية تعثرها لحزب الله كان سبق له ان عبر عنه في اوقات سابقة وخصوصا عندما وصف بعض مناطق البقاع مثل بريتال والنبي شيث حيث السيطرة لحزب الله ب/ مربع الموت/ وهذا كلام يردده في مجالسه الخاصة مع الاشارة الى ان الوزير يعتبر ان الخطة الامنية اضافة الى ملف السجون في لبنان من اهم مشاريعه التي يعمل عليها منذ تسلمه مهام وزارة الداخلية , وكان قد حرص على التنسيق الامني مع حزب الله وتحديدا مع مسؤول لجنة التنسيق والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا وهو الامر الذي لقي انتقادات لاذعة من قبل مناصري تيار المستقبل بشكل اساسي . وما اكده وزير الداخلية في المناسبة ان الامن وحدة لا يتجزأ ولا يحتمل المقاربات الحزبية الضيقة , عندما قال لن نقبل بتحويلنا الى قادة صحوات متخصصين في فرض الامن على قسم من اللبنانيين بينما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية في اشارة الى حزب الله . فالوزير المشنوق ومن خلال كلامه يهدف الى وضع النقاط على الحروف وتحميل المسؤولية للجهة التي تضع العراقيل امام تطبيق الخطة الامنية ولا يهدف الى تفجير قنبلة في وجه الحكومة التي تعيش بالحد الادنى من التوافق بين وزرائها الذين ينتمون الى مختلف الافرقاء السياسيين . فالحكومة لا تزال تحظى بالغطاء الدولي والاقليمي الذي يمنع انفجارها .