أمضت أم بريطانية ثلاثة أسابيع على المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا بهدف إنقاذ ابنها من تنظيم "داعش" وإجباره على العودة معها إلى بريطانيا، في محاولة بالغة الخطورة هي الأولى من نوعها منذ بدأت أزمة تسلل الشباب البريطانيين إلى الأراضي السورية.
وروت الأم التي تدعى ليندا وتبلغ من العمر 45 عاماً لبرنامج تلفزيوني في قناة محلية بلندن كيف أمضت أسابيعها الثلاثة وهي في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا من أجل إقناع ابنها بترك "داعش" والعودة معها إلى بريطانيا، مشيرة إلى أنها كانت تستخدم جهاز كمبيوتر لوحي "آيباد" وتجلس طوال الوقت في مقهى إنترنت عام تبعث من خلاله بالرسائل والتوجيهات إلى ابنها لإنقاذه من "داعش".
اعتنق الإسلام
لكن اللافت في قصة الأم البريطانية ليندا أن ابنها البالغ من العمر 21 عاماً، ويدعى جيمس، كان قد اعتنق الإسلام قبل ثلاث سنوات فقط بعد أن وجد فيه السماحة والحث على الأخلاق الطيبة، إلا أنه سرعان ما تحول إلى التطرف من خلال الإنترنت، ثم سافر إلى سوريا وانضم إلى المقاتلين في صفوف "داعش"، حيث أصيب في إحدى المعارك وفقد أثره لينتهي به الحال أخيراً قرب الحدود مع تركيا، ومن هناك وجد والدته بانتظاره لتنقذه وتعود به إلى المملكة المتحدة.
وتقول ليندا إن ابنها جيمس أمضى وقتاً طويلاً في التعرف إلى الدين الإسلامي ودراسته عبر الإنترنت، إلا أنه سقط في نهاية المطاف بأيدي متطرفين ساقوه إلى "داعش" حيث كاد يموت هناك.
وتتابع الأم: "اكتشفتُ سفره إلى سوريا بعد أن غادر بصمت إلى هناك، حيث كان يعلم بأنني كنت سأوقفه لو علمت مسبقاً بذلك، وعندما علمت كنت مصدومة ومرعوبة".
أصيب بشظايا
وتقول ليندا إن ابنها جيمس كان يتحدث إليها بين الحين والآخر بعد أن ذهب إلى سوريا، وكانت تحاول إقناعه بالعودة إلى بيته في بريطانيا، إلا أنها لاحقاً تبنت تكتيكاً آخر لإنقاذ ابنها، وهو العمل من الخارج، حيث سافرت إلى تركيا وأبلغته بأنها لن تستطيع الحياة في المنزل بدونه، وظلت هناك حتى حفزته إلى العودة معها".
وخلال المراسلات التي أجرتها الأم مع ابنها أبلغها برغبته بالعودة إلى بريطانيا، إلا أنه قال لها إنه أصيب بجراح من شظايا خلال تبادل لإطلاق النار بين مجموعتين في سوريا.
الأم: ابني يعيش في دولة هشة
وتقول ليندا إن ابنها جيمس "كان مصدوماً وكان يعيش في دولة هشة، وكان خائفاً من نفسه، وعندها عرفت بأن علي الذهاب بنفسي إلى تركيا من أجل إنقاذه ومساعدته على العودة"، مشيرة إلى أنها لم يسبق أن زارت تركيا، ولم تكن تعرف شيئاً فيها، بل لم تكن تعرف ما الذي تفعله.
وبحسب ليندا، فقد أقامت في فندق بمدينة أضنا التركية، ومن هناك بعثت عنوان الفندق لابنها الشاب، وأبلغته بأنها سامحته وسمحت له بالعودة مع خالص الحب.
وتقول ليندا إن الشرطة البريطانية ومعها وكالة الاستخبارات (MI5) حققت مع ابنها جيمس فور عودتهما من تركيا، وتم إخلاء سبيله في اليوم ذاته.
وتأتي قضية الأم ليندا ونجاحها في إعادة ابنها من "داعش" في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع البريطاني جدلاً واسعاً بشأن أعداد كبيرة من الشباب البريطانيين الذين يتقاطرون إلى "داعش" وينضمون للقتال في صفوفها، في ظاهرة تبعث على القلق في أوساط البريطانيين، خاصة أن الحكومة وأجهزة الأمن لم تجد حتى الآن طريقة لمحاصرة الظاهرة.
وتقدر الشرطة البريطانية حالياً أن أكثر من 600 مواطن يقاتلون في صفوف "داعش" بسوريا والعراق، فضلاً عن أكثر من 300 شخص عادوا بالفعل إلى بلادهم بعدما حاربوا هناك.
(العربية)