فيما يستمر استهداف الجيش اللبناني في طرابلس وضواحيها وكان آخرها ما حصل في البيرة، يبدو أن مشهد الإرهاب سيتصاعد في الأيام والأسابيع القادمة في محاولة من الإرهاب التكفيري أن يثني الجيش عن القيام بواجبه الوطني على الحدود وفي طرابلس وفي عرسال.... وجاءت عملية استهداف الجيش في البيرة رداً على خطاب الرئيس سعد الحريري الذي قال فيه أن من سيقاتل الجيش سنقاتله... وجاءت أيضاً لترفع من وتيرة التأهب العسكري لأي محاولة لضرب السلم الأهلي وإشعال فتنة في لبنان، لذلك استمر الجيش في عمليات المداهمات والضربات الأمنية الإستباقية حيث أوقف في بعض المناطق عدداً من المطلوبين والإرهابيين في ظل معلومات غربية وصلت الى مسامع المسؤولين الأمنيين عن احتمال بأن تشن المجموعات الإرهابية اعتداء واسعاً في الشمال انطلاقاً من عكار.... وتؤكد مصادر إعلامية أن الجيش اللبناني يتعامل مع هذه المعلومات على محمل الجد وهو اتخذ إجراءات شديدة للتعامل مع أي تطور عسكري أو أمني ويضرب بالتالي عنصر المفاجأة التي قد تلجأ إليه المجموعات المسلحة.
إذاً لبنان في قلب العاصفة والإرهابيون لن يتركوا الجيش يرتاح وهو يضيّق الخناق عليهم، وما يؤكد أن منسوب الخطر يزداد، الحركة الناشطة التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط في مناطق الجبل إذ شعر أن الأمور قد تخرج عن السيطرة في ظل الشحن الطائفي المتزايد ورفع شعارات العودة الى "الأمن الذاتي".
بناءً عليه، فإن المسؤولية الوطنية الكبرى تتجلّى في دعم الجيش قولاً وعملاً، والإبتعاد عن التصريحات المناهضة له او استمرار السجالات السياسية حتى لا يستغلها الإرهابيون ويرون منها ثغرة للدخول الى الساحة اللبنانية لإشعال الفتنة التي أرادوها منذ أحداث عرسال...
حريُّ بالمسؤولين أن يتعظوا وأن يتنبهوا الى الخطر الداهم الذي لن يستثني أحداً في المرحلة القادمة.