لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخمسين بعد المئة على التوالي. لأن التمديد صار حتميا، تلتئم الهيئة العامة لمجلس النواب اليوم، لتعيد تجديد صورة اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس، على أن تعقد جلسة التمديد خلال مهلة أسبوعين كحد أقصى.
الحكومة ستحضر جلسة المجلس، واذا صدقت المواعيد، فإن وزير الدفاع سمير مقبل، سيكون محاطاً، اليوم، بهالة "الإنجاز" الذي حققه في رحلته السياحية إلى طهران.
وقد ذكرت صحيفة "السفير" انه يسجل للدبلوماسية الاميركية ولأجهزة الأمم المتحدة أنها نجحت في ابتزاز لبنان، من خلال إلزامه سياسيا بقرار دولي لا تنطبق مفاعيله على طبيعة الهبة العسكرية الايرانية غير المشروطة والمجانية بالكامل للبنان. لذلك، أمكن القول إن زيارة مقبل لطهران حددت نتائجها سلفا وفق المندرجات التالية: وفد عسكري لبناني يستبق سفر وزير الدفاع لإنجاز "المهمة" (...)، وزير الدفاع سمير مقبل يسافر في اليوم التالي. تستقبله ايران رئيسا وحكومة وجيشا، ويجدد الإيرانيون عرضهم أمامه. لبنان لا يقدم أي التزام بل يشكر ويرحب ويوضح الواضح: لا التزام بقبول بالهبة قبل العودة الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار كتب برفضها قبل سفر الوزير، بعدم توافر الإجماع عليها!". واوضحت انه "بعد موقعة العديسة في آب 2010، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي، هوارد برمان، تجميد 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية التي سبق إقرارها إلى الجيش اللبناني، متذرعا بمخاوف من أن الأسلحة المقدمة اليه قد تهدد إسرائيل. ردت ايران بالإعراب عن استعدادها لدعم الجيش، ونقل السفير الايراني في لبنان آنذاك غضنفر ركن ابادي رسالة بهذا المعنى الى قائد الجيش العماد جان قهوجي. وأعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي في أثناء زيارة الرئيس سعد الحريري الى طهران في تشرين الثاني 2010 ان بلاده مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني، وأقدم في خطوة رمزية على تقديم رشاش إيراني من نوع "توندار" للحريري!". اضافت الصحيفة: "تكرر العرض الايراني خلال زيارة وزير الدفاع السابق فايز غصن الى طهران في زمن الحكومة الميقاتية ومع زيارة الأمين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني الى بيروت في الثلاثين من ايلول الماضي. وربطا بهذا العرض، عقدت لقاءات عسكرية ايرانية لبنانية أمكن خلالها وضع جدول بالاحتياجات على شكل هبة للجيش، على أن تسلم للبنان خلال فترة قصيرة جدا (أقل من شهر)، وتتضمن: رشاشات "دوشكا" مع ذخائرها، مدافع هاون 60 و120 ملم مع ذخائرها، ذخائر من عيار 155 ملم، قاذف "تاو" المضاد للدروع، صاروخ "تاو"، مناظير ليلية، ذخائر دبابات "تي 55" و"تي 62، كان لافتا للانتباه مسارعة رئيس الحكومة تمام سلام إعلان ترحيبه بالهبة فور استقباله شمخاني، وتم الاتفاق على موعد زيارة مقبل لتسلم الهبة". وتابعت: "لم تمض ساعات قليلة حتى شن الأميركيون هجوما مضادا على الهبة الايرانية، وقد وردت رسائل تهديد أميركية واضحة بهذا المعنى الى مراجع لبنانية، حتى أن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك حرّض بعثات غربية ضد لبنان، في موازاة زيارة موفده ديريك بلامبلي الى وزارة الدفاع وإبلاغه مقبل وقهوجي، على غير عادته ولباقته الديبلوماسية، "أن أي تعاون عسكري بين لبنان وايران «يشكل خرقا للحظر المفروض على توريد أو بيع أو نقل أي أسلحة أو عتاد ذي صلة.." وذلك بموجب الفقرة الخامسة من القرار 1747 الصادر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة". أوضح الايرانيون للحكومة اللبنانية أن القرار الدولي المذكور يسري على بيع أو توريد أو نقل السلاح، لكن ليس على الهبة المجانية بالكامل وغير المشروطة، وأنهم سبق لهم أن زودوا الحكومة العراقية وحكومات أخرى بهبات ولم تقم قيامة "الأمم" كما هي الحال مع لبنان. وبرغم توضيحات الايرانيين، وفي مواجهة "الفيتو" الدولي على الهبة الايرانية، كان لافتا للانتباه قرار وزير الدفاع بتلبية الدعوة وإرسال الوفد العسكري من جهة ومجاراة الايرانيين لـ"الفولكلور اللبناني" من جهة ثانية، فيما الزائر ومستقبلوه على يقين تام بأن الهبة التي عرض الايرانيون تحميلها في البواخر سريعا، ستبقى هبة نظرية وسيُرمى ملفها في الأدراج الوزارية كما حصل سابقا مع مبادرات متعلقة بالسدود والكهرباء وظلت كلها حبرا على ورق".