منذ اللحظة الاولى التي اعلن فيها الرئيس الاميركي /باراك اوباما/ عن عزم ادارته على محاربة تنظيم داعش راود العالم وخصوصا شعوب المنطقة العربية شعور بالامل على امكانية التخلص من هذا التنظيم الذي تعاملت دولته تحت خلافة ابو بكر البغدادي باساليب جديدة غير مألوفة لدى الجنس البشري في العصر الحديث ترتكز على القتل والذبح والاغتصاب والسبي والتدمير والتخريب . وتعزز هذا الشعور بالامل لدى الشعوب التي تعيش على ضفاف دولة داعش بالسرعة القياسية التي استطاعت الولايات المتحدة الاميركية خلالها من تشكيل تحالف دولي ضم اكثر من اربعين دولة غربية وعربية سوى الدول التي اعلنت عن مساندتها ودعمها لهذا التحالف دون ان تشارك فيه , وبالتصريحات النارية التي جاءت على لسان رؤوساء وزعماء دول كبرى تحض على ضرورة التخلص من هذه الجماعات الارهابية والتكفيرية قبل ان يصل ارهابها الى داخل مجتمعاتها ويهدد مصالحها الحيوية المنتشرة على اراضي غالبية دول العالم . الا ان العالم وخصوصا على مستوى شعوب منطقة الشرق الاوسط شعر ببداية صدمة لم يكن يتوقعها عندما سمع الرئيس الاميركي يعلن عن ان الفترة الزمنية التي يستغرقها القضاء على داعش تمتد الى ثلاث سنوات وربما الى اربع , وبدأ المواطن العربي وخصوصا الذي يطاله تهديد داعش وارهابها بشكل مباشر يتساءل وعلامات الحيرة بادية عليه ((كيف لتحالف يضم اكبر دول العالم تسليحا واكثرها تطورا في عالم التقنية والتكنولوجيا وعصر المخابرات والمراقبة الميدانية بالاقمار الاصطناعية يحتاج الى هذه السنوات للقضاء على جماعات لا تزال في بداية نشوء دولتها وفي المراحل الاولى لما اطلق عليه بالخلافة الاسلامية وبالتالي تفتقد الى بيئات حاضنة يمكن ان تمدها بالعنصر البشري او الركون اليها )) . صحيح ان الرئيس اوباما كان صريحا منمذ البداية عندما اعلن ان مهمة التحالف الدولي تقتصر على الضربات الجوية دون اللجوء الى ارسال جيوش برية للاشتباك الميداني مع الجيش الداعشي وخوض معارك على الاراضي العراقية والسورية حيث تتواجد هذه الجماعات الارهابية مما قد يوقع المزيد من القتلى والجرحى في صفوف جيوش التحالف, الامر الذي قد يؤدي الى استنكار لدى مجتمعات الدول المشاركة في عذا التحالف على حكوماتها واداراتها . الا ان الصحيح ايضا ان الغارات الجوية لا تحسم العركة ميدانيا وبالتالي لم تكن بالكثافة والقوة التدميرية التي يمكن لها ان تحد من تمدد دولة داعش التي خاضت معارك في العراق ضد جيش مهزوم نفسيا ومقطع الاوصال حتى اصبحت على مشارف العاصمة بغداد , وفي سوريا فان الضربات الجوية بالكاد استطاعت ان تبطىء من تقدم داعش لاحتلال مدينة كوباني ( عين العرب ) الواقعة على مرمى حجر من الحدود التركية والتي احتلت اكثر من نصفها , الامر الذي ادى الى تراجع الامل بامكانية القضاء على داعش فضلا عن الحد من خطرها حتى تلاشى هذا الامل ليحل محله الخيبة والفشل في تحقبق هذا الهدف المعلن . فمع بداية بدء العمليات الجوية الاميركية على محيط الموصل وفي حديث لوكالة فرانس برس قال الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الاميركي / دايفيد ديتبولا / في رده على كيفية التصدي للارهابيين (ان استخدام القوة الجوية الاميركية يجب ان يكون اشبه بعاصفة وليس برذاذ مطر , يجب ان تكون عملية واسعة على مدى اربع وعشرين ساعة طيلة ايام الاسبوع للتمكن من شل حركة الارهابيين كليا . واليوم وبعد مرور شهرين تقريبا على بدء الغارات الجوية بدأت تتكشف حقائق جديدة وهي ان اهداف التحالف الدولي وخصوصا الادارة الاميركية ليست القضاء على داعش بقدر ما هي ادارة حروب مذهبية في المنطقة العربية وخصوصا بعدما تحولت هذه الغارات الى ما يشبه رذاذ المطر .
ضربات جوية ام رذاذ مطر
ضربات جوية ام رذاذ مطرطانيوس علي وهبي
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
577
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro