رأى وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون، ان "حزب الله يمكنه ان يكون قد راكم الثقة بالنفس بشكل يفوق ما نسبته له اسرائيل".

 

وفي مقابلة مع صحيفة "هآرتس" قال: "حزب الله يحاول ترسيخ معادلة ردع جديدة على الحدود السورية واللبنانية، يقوم في اطارها بالرد على كل خطوة عسكرية ينسبها الى اسرائيل، من خلال شن هجمات على أراضينا". ويضيف: "نحن أمام انقلاب بالمقارنة مع السابق. ففي السابق كان الجيش السوري يقوم بتفعيل حزب الله كي يضربنا في جنوب لبنان دون ان نتمكن من اتهامه بالمسؤولية المباشرة، والآن يعمل حزب الله بالطريقة ذاتها في هضبة الجولان".

 

ووفق تصريحات مسؤولين امنيين فإن اسرائيل تنسب الى الجماعات المرتبطة بالنظام السوري عدة عمليات وقعت في الجولان خلال السنة الأخيرة، كزرع الغام واطلاق صواريخ، ولكنها تعتبر هذه الميليشيات تعمل بالهام من "حزب الله" والحرس الثوري الايراني.

 

ووصف يعالون العملية الأخيرة التي نفذها حزب الله بـ"الطموحة"، ولكنه يستبعد امكانية كون الاستخبارات الإسرائيلية تقلل من قوة نوايا التنظيم الذي يبدو انه كان على استعداد للمخاطرة بالتصعيد لو نجحت خطته بقتل عدد كبير من الجنود من خلال تفعيل العبوات.

 

وفي قال يعالون ان "حزب الله يرسل قواته الى العراق وسوريا بغير رغبة منه، وانما بإملاء من ايران. وبأنه يغوص في الحرب الداخلية امام الفصائل السنية المتطرفة، في البقاع اللبناني. ولديه ضوائق اخرى باستثناء التوتر مع اسرائيل". وأوضح يعالون ان "الاحداث معنا لا تثبت ان حزب الله يتجه نحو التصعيد، لقد قمنا بالرد بقوة ستجعل الحزب يفكر ثانية قبل ان يمضي نحو التصعيد".

 

ووفق يعالون فإن "المعارك في لبنان اندلعت بتأثير من الحرب الأهلية في سوريا. فالرئيس الأسد يسيطر على 25 في المئة فقط من اراضي الدولة. هذه ليست سوريا، وانما دولة علوستان، مدن الساحل الشمالي والمنطقة التي تربطها في دمشق"، مضيفاً ان "المتمردين يسلبونه (الاسد) السيطرة على الحدود معنا في الجولان. وشرق الدولة تسيطر عليه داعش، وشمال شرق سورية يخضع للحكم الذاتي الكردي".

 

ويشعر يعالون بالقلق ازاء دخول تنظيمات سنية متطرفة تتماهى مع تنظيم "القاعدة"، مثل "جهبة النصرة"، الى الجولان السوري، ولكنه يعتقد حالياً ان "لوضع يخضع للسيطرة"، موضحاً أن "الاستقرار غائب هناك ولكن ميليشيات معتدلة اكثر، مثل الجيش السوري الحر هي التي تسيطر على المناطق المتاخمة للحدود. وليس سراً انها تتمتع بالدعم الانساني الذي نقدمه لسكان القرى في المنطقة، العلاج الطبي في مستشفياتنا، والغذاء للأطفال، ووسائل التدفئة في الشتاء. وهذا يحدث بشرط ان لا تسمح للتنظيمات المتطرفة بالوصول الى الحدود".

 

وفي رده على سؤال حول ما تعلمه "حزب الله" والتنظيمات الاخرى من الحرب في غزة؟، أجاب يعالون: "اولاً ان مسالة بيت العنكبوت ليست قائمة". ويقصد يعلون في ذلك ما جاء في خطاب حسن نصرالله في ايار العام 2000، بعد ايام عدّة من الانسحاب الإسرائيلي من جيش لبنان. اذ قال نصرالله حينها ان "اسرائيل اشد وهنا من بيت العنكبوت". ويقول يعلون: "لقد كان ذلك الخطاب يلخص سنوات التسعينيات، ولكن الامور تغيرت منذ ذلك الوقت. فبعدها جاءت عملية السور الواقي في العام 2002 ومن ثم العمليات في غزة، وصولاً الى الجرف الصامد في الصيف الماضي. هذا توجه مختلف واصرار مختلف".

 

ولا يشعر يعالون بالرضا كون عملية "الجرف الصامد" استغرقت 50 يوماً، ولكنه قال ان "العرب تعلموا بأن اسرائيل خلافاً لبعض توقعاتهم، يمكنها الصمود حتى في وقت الاستنزاف، وهي تدافع عن نفسها".

 

ووجه يعالون انتقادات لاذعة الى وزير الاقتصاد نفتالي بينيت نتيجة مواقفه خلال حرب غزة "الجرف الصامد" واتهمه بـ"ممارسة الألاعيب ضد رئيس الاركان بيني غانتس، خلال حرب غزة".

 

ورأى يعالون أنّ "بينت يدّعي لنفسه انجازات ليست له، وان تصريحاته خرجت عن اطار مسؤوليات اعضاء المجلس الوزاري خلال الحرب".