يمر مذنّب سريع جداً في محاذاة المريخ غداً الأحد في حدث لا يقع سوى مرة كل مليون سنة، وستعمل المسبارات الموضوعة في مدار الكوكب الاحمر على توثيق هذا الحدث.
ويطلق العلماء على هذا المذنّب اسم «سايدينغ سبرينغ»، وهو جرم صغير لا يزيد قطره عن 800 متر، لكنه صلب جداً.
وسيمر هذا المذنّب قريباً جداً من سطح المريخ، على ارتفاع لا يزيد عن 139 ألفاً و500 كيلومتر، اي ما يوازي ثلث المسافة بين الأرض والقمر. ويسبح هذا الجرم في الفضاء بسرعة تزيد على200 ألف كيلومتر في الساعة، ويستبعد العلماء ان يرتطم بسطح المريخ، ويعملون على محاولة تحديد المسار الذي سيسلكه.
وسأل مدير قسم علوم الكواكب في مقر الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) في واشنطن جيم غرين: «هل يمكن أن يشهد المريخ زخات نيزكية؟» إذا دخل المذنّب او قطع منه الى غلافه الجوي، ثم أجاب: «كل شيء ممكن فالمذنّبات لا يمكن ترقب مسارها» بدقة.
وفي إجراء وقائي، عمدت «ناسا» الى إبعاد مسباراتها التي تدور في مدار المريخ ووضعها في الجهة الخلفية من الكوكب، تحسباً لأن ترتطم بها قطع صغيرة قد تنفصل عن المذنّب وهو يقترب من الكوكب بسرعة كبيرة.
وعلى رغم ذلك ستسعى «ناسا» الى جعل أقمارها هناك «مارس روكونيسانس اوربيتر» و«مارس اوديسي» و«مايفن» تلتقط صوراً وتجمع بيانات قيّمة اثناء مرور المذنّب.
ومن سطح المريخ، سيطلب من الروبوت «كوريوسيتي» والمسبار «اوبورتيونيتي» توجيه اجهزتهما لالتقاط الصور والبيانات في سماء الكوكب.
ويعود اكتشاف هذا المذنّب الى كانون الثاني (يناير) 2013 حين رصده عالم الفضاء روبرت ماكنوت في مرصد «سايدينغ سبرينغ» في النمسا.
وتشكَّل هذا المذنّب قبل بلايين السنوات في سحابة «اورت»، وهي سحابة كروية على اطراف المجموعة الشمسية، تشكل خزاناً للمذنّبات التي يعتقد العلماء انها ما زالت على حالها منذ نشأة النظام الشمسي قبل بلايين السنين.
ومذنّب «سايدينغ سبرينغ» بحجم جبل صغير ويتكون من غازات متجمدة، خصوصاً الميتان وأول اكسيد الكربون، وهي قابلة للذوبان السريع، لكن المذنّب لم يتعرض من قبل لحرارة قوية من الشمس، لذلك لا يزال على حاله.