كتب صديقي الظريف على صفحتي الفيسبوكية حرفياً: “نزل سكور اللايكات عندك أستاذ، لأن الناس نصفان اما مع هذا الظالم وإما مع ذلك !! هههه”. وأتى التعليق بعد إعلان تضامني مع الشيخ السعودي المعارض نمر النمر الذي اصدر القضاء السعودي بحقه حكما بالاعدام ” تعزيرا”، هذا الحكم الذي صدر بعد سجن دام لأكثر من عامين، ومن المعلوم ان جريمة هذا الشيخ هي معارضته للنظام الحاكم ومطالبته بالعدالة الاجتماعية ورفضه لكل اشكال الظلم. والملفت في الموضوع انّ ستاتوس التضامن هذا، مرفق بمقطع فيديو مصور وموجود على موقع اليوتيوب يظهر فيه الشيخ نمر وهو يعلن من على المنبر معارضته لكل أنواع الظلم، ويقسّم المشكلة القائمة في المنطقة لا على أساس مذهبي سني شيعي وانما بين أنظمة ظالمة بغض النظر عن هويتها المذهبية وشعوب مظلومة بغض النظر أيضا عن انتمائها المذهبي. وصرّح الشيخ ان ليس للظالم من مذهب، فكما ان حكام الخليج ليسوا من اهل السنة فكذلك نظام الأسد الظالم في سورية لا يمت الى التشيع بأيّ صلة، وبالتالي فسماحة الشيخ يعلن رفضه للظلم أينما كان واينما وجد ! هذا التصنيف المنطقي والإنساني والمشبع بوعي حداثوي لم يعجب الكثيريين، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على عمق الازمة الفكرية عند الجماهير، ويؤشّر الى القعر الذي وصلت اليه حالة التمذهب عندنا. فالتضامن او عدمه لم يعد يُنظر إليه بمنظار المعايير المنطقية العقلية المبنية على موازين شرعة حقوق الانسان ومفاهيم العدالة والقيم الأخلاقية، وإنّما كل هذه المنظومة القيمة التي يدعي مدعي بأنّه يحملها ويقاتل من اجلها يمكن ان تسقط بلحظة مذهبية. وتصبح الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية شعارات تُرفع في وجه نظام الأسد، واما ان رفعت في السعودية والبحرين والخليج فإنّها تحولت عند الكثيرين الى تهمة مسكوت عنها. إنّ تجزئة المفاهيم الإنسانية العظيمة هو امر مَرَضي خطير قد لا يعرف به حتى صاحبه، وينم عن تكاذب مفهومي ونفاق رؤيوي لعله هو الذي يشكل العائق الأكبر امام تقدم مجتمعاتنا وعدم السماح للمستبدّين بالعزف على أوتار المذهبية الوهمية لمآرب استرارهم، لأن المنطق السليم يفرض ان تكون مع الحرية اينما كان وباي زمان، والا فأنت مع الظالم حتما. ومرة جديدة اعلن تضامني مع الشيخ نمر النمر واعلن رفضي واعتراضي على ظلم نظام دمشق بالمستوى والحجم نفسه من رفضي واعتراضي على ظلم نظام الرياض او طهران او أي مكان على هذه الأرض، ولتذهب اللايكات الى الجحيم.