إجتماعات دورية، لقاءات ومشاورات، بعضها ترفق في بيانات وأخرى تبقى طيّ الكتمان بإستثناء ما يرشح من تسريبات حول ما دار من نقاشات، هذا حال فريق قوى الرابع عشر من آذار، ماذا عن الجديد بعد كلّ إجتماع؟ لا جديد. على ماذا تمّ التوافق؟ ليس على شيء كما على كلّ شيء. الأمور المجتمعة توحي بأن قوى الرابع عشر من آذار تراوح مكانها، تقف متفرّجة، تكرّر مواقفها غير قادرة على إنتاج أي جديد. سعى تيار المستقبل إلى تأمين غطاء مسيحي للتمديد، اجتمع ويجتمع مع "القوات" والكتائب"، من دون أن يصل إلى نتيجة. هو في وادٍ وحلفاؤه في آخر.
قبل يومين عقد قادة هذه القوى إجتماعاً تنسيقياً موسّعاً في بيت الوسط، حضره ممثلون عن كلّ الأحزاب المنضوية في التحالف، جرى استعراض لكلّ الملفات في الإجتماع بحسب ما تفيد المعلومات، بحث الوضع الأمني والسياسي والضربات التي يوجهها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، إنها المشاورات للمشاورات، هناك من يصف هذه الإجتماعات بأنها كجلسات الصالونات السياسية ليس أكثر، ولا ترقى لأن تكون إجتماعات سياسية تؤسس وتبني.
في البداية قدّم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عرضاً للوضع الأمني، والظروف والأوضاع التي دفعته الى التأكيد باستحالة إجراء الإنتخابات النيابية في ظلّ المخاطر التي رصدتها القيادات الأمنية والأجواء السياسية المحمومة نتيجة الأزمة السورية وتردّداتها السلبية على المنطقة ولبنان. وبعدها جرى البحث تفصيلياً حول الإنتخابات النيابية والتمديد للمجلس النيابي بالإضافة إلى الإستحقاق الرئاسي، وكالعادة بقي الخلاف سيدّ الموقف، لم يتوصّل المجتمعون إلى مواقف متشابهة، كلّ طرف طرح وجهة نظره التي تختلف مع وجهة نظر الآخر، ولم يحقّق أي تقدم أو تفاهم ولو قيد أنملةـ تمسّك كل حزب بموقفه رافضاً أي تعديل في نظرته ومقاربته.
الكلّ يعزف على وتره الخاص، ولا تروق "نوتة" هذا لذاك، يعتبر منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد لـ"المدن" أن الإجتماع حصل لاستعراض السياسة العامة المحلية والإقليمية والدولية، من منظور الوضع الأمني العام "خصوصاً في حضور وزير الداخلية الذي وضعنا في آخر المعلومات حول التطورات الأمنية في البلد وعلى الحدود، كما تمّت مناقشة كيفية حماية لبنان والحفاظ على الإستقرار فيه"، ويشير سعيد إلى أنه تم التطرق أيضاً إلى الإنتخابات النيابية والإنتخابات الرئاسية.
في السياسة لم ينتج الإجتماع شيئاً وفق ما تشير مصادر المجتمعين لـ"المدن"، إذ لم يأت بجديد على الصعيد السياسي، لأنه ليس هناك أي تغيّر جديد لا داخلياً ولا خارجياً والستاتيكو الموجود ما زال على حاله برعاية إقليمية ودولية. هنا يؤكد سعيد أن الموضوع البارز والداهم في هذه المرحلة هو الوضع الأمني الذي يخيف جميع الأفرقاء لا سيما في ظلّ ما يجري في المنطقة، "يهمنا أن نبقى حريصين على وحدة قوى الرابع عشر من آذار لمواجهة كل الأخطار المحدقة وإبعاد شبح الحرب السورية عن لبنان".
يؤكد النائب جان أوغاسبيان والذي كان حاضراً في الإجتماع لـ"المدن" أن الإجتماع كالذي سبقوه لم يقدّم أي جديد، في الموضوع الرئاسي جرى التأكيد على الإستمرار في مبادرة الرئيس سعد الحريري، أما في موضوع التمديد لمجلس النواب، فيقول أوغاسبيان: "كل فريق ما زال على موقفه، الكتائب يرفضون التمديد ويرفضون المشاركة بأي جلسة تشريعية قبل إنتخاب الرئيس، أما القوات فهم ضد التمديد ولكن يشاركون في الجلسة ولا يصوتوا لصالح القانون".
لم يستطع حلفاء ثورة الأرز التقريب في وجهات النظر فيما بينهم. تبدو قوى الرابع عشر من آذار عاجزة إلى حدّ الإستسلام للواقع، لا مبادرة لإنتهاج سياسة جديدة، خطّ الإعتدال لا ينمو بالإستسلام، بل يضمحلّ.