عام مرَ على إختفاء سمير كساب ورفيقيه الصحافي إسحق مختار والسائق عدنان عجاج ولا دليل دامغاً عن مصيرهم. فالمعلومات الواردة الى قناة "سكاي نيوز" مكان عملهم والى أهاليهم لا تؤكد اصابتهم بأي سوء، الا انها ايضا لا تستبعد العكس الذي يتخوف الجميع منه. والواقع في هذه القضية الانسانية والحساسة ان سمير ورفيقيه ضحية لحرب ليس لهم علاقة بها انما ذنبهم الوحيد انهم ارادوا نقل حقيقة ما يجري في سوريا الى الرأي العام العالمي. وحتى هذه اللحظة لم تتبنَ اي جهة مسؤولية اختطافهم.
من الواضح ان عائلة سمير لا تجيد قطع الطرق والاحتجاج بأشكال عنيفة، ومن الواضح أيضاً ان سمير لا يحظى بتبني أي جهة داخلية سياسية، لذا نرى ان قضيته لم تحتل صدارة الاهتمام يوماً في ملف المخطوفين اللبنانيين، وكذلك في أدبيات الخطاب السياسي والتصريحات للمسؤولين.
صحيحٌ ان الوقت الذي مضى هو عام لكن بالنسبة الى والدته ماغي هو دهر من الالم يخترقه ايمان بان الله لن يتخلى عن سمير ورفاقه. الوالدة غير المستسلمة للنسيان قالت بصوت متنهد يميل الى القوة احياناً والى اليأس احياناً اخرى لـ"النهار": " الوقت لا يمرّ بسهولة عليّ الا أني لم أفقد الامل وكلي ثقة بأن الله سيعيده لنا سالما". تصمت بسبب غصة تعبّر عن الوجع الذي تعيشه منذ عام: "سمير قويّ وأنا اعرفه هكذا واتمنى ان يصمد "مثل ما انا بعرفو".
ووجهت رسالة للخاطفين قالت فيها: "اتمنى ان تعيدوه سالماً، فهو لم يفعل سوءاً سوى انه اراد تأمين مستقبله مثل باقي الشباب في قناة سكاي نيوز التي لم تتركنا من يوم غيابه".
الحبيبة رزان حمدان صامدة رغم غيابه عنها بالجسد، صوت حبيبها لا يزال صادحاً في قلبها وعقلها ولايعطيها الا املا بأنه عائد. حمدان قالت لـ"النهار": "لم يصلنا اي معلومة جديدة عن مصير خطيبي سمير منذ اشهر بعدما اعلن اللواء عباس ابرهيم ان هناك بصيص نور في هذا الملف ولكن حتى هذه اللحظة لم نبلغ باي شيء جديد". حمدان المتأكدة من عودته، قالت لسمير: "هذه الصعوبة مثل اي صعوبة سنمر بها ونتخطاها واتمنى ان تبقى قوياً كما أعرفك، أعلم ان الوضع الذي انت فيه صعب لكن اصمد الرب لن يتخلى عنا، وانا وامك واشقاؤك ننتظرك". وللخاطفين قالت: "هذا الشاب لم يكن يملك سلاحاً بل كان يقوم برسالة انسانية لنقل معاناة السوريين ولم يفعل اي سوء وبقاؤه لديكم لا يقدم أي شيء والمتضرر الوحيد من غيابه هم نحن اهله وليس أي طرف اخر".
شقيق سمير، جورج الذي يتابع الملف لدى قناة "سكاي نيوز" والامن العام اللبناني والخارجية اللبنانية، قال لـ"النهار" إنه "لا جديد في المعلومات عن سمير الا ما نقله لنا اللواء عباس ابرهيم ان الوضع ايجابي ونتوقع انفراجاً، لكن هذه الايجابية توقفت من غير معرفة الاسباب ونحن نراجع دائما الامن العام ويقولون انهم يعملون على الملف". وكشف ان "معلومات صحافية اجنبية تحدثت عن امكانية وجوده في الرقة وما اوصله لنا بعض الذين كانوا موجودين هناك وخرجوا أنهم شاهدوه مع رفيقيه، لكنها تبقى معلومات غير دقيقة في غياب اي تأكيد رسمي او من الجهة الخاطفة التي لم تعلن عن نفسها بعد". وشكر كساب اهتمام القناة بالقضية قائلا: "ان القناة تتابع الموضوع ووجهت رسائل عدة للخاطفين بأنها جاهزة لدفع اي ثمن مقابل اطلاقهم لكن لا جواب من قبلهم".
وفي انتظار اي معلومة تفرج قلب عائلة سمير ورفاقه، تبقى القضية قضية كل عامل في مجال نقل الحقيقة الى الرأي العام، وهي الحقيقة التي يبدو ان المتضررين منها كثر ومستعدون لفعل اي شيء لخنقها وجعلها اداة طيعة بيدهم، لكن ذلك لن يحدث ابداً.
فرج عبجي