في ٨ آب الماضي بدأت اميركا غاراتها الجوية على الموصل، وقبل اربعة اسابيع باشر التحالف الدولي عملياته الجوية ضد مواقع "داعش" في سوريا والعراق، وعلى رغم البيانات التي تتحدث عن تدمير المواقع وغيرها يواصل الارهابيون تقدمهم على كل الجبهات!
ليس من المتوقع ان يحسّن اجتماع رؤساء اركان جيوش التحالف الذي عقد امس في قاعدة اندروز الجوية الاميركية من الواقع الميداني فينهي وتيرة الفشل والقصور عن وقف تقدم "داعش"، والدليل ان اميركا لا تريد تغيير قواعد الاشتباك في حرب "يا ربي تجي في عينو"!
يكفي ان نقرأ كلام مارتن ديمبسي قبل اجتماعه مع ضيوفه العسكريين، لنتأكد ان واشنطن ليست مستعجلة لوضع استراتيجية توزع الأدوار، فهو يقول: "حتى الآن لم يحصل ميدانياً اي تطور يدلّ على ان وجود قوات اميركية على الأرض كان سيجعل الضربات الجوية اكثر فاعلية"!
لم يحصل شيء؟
ولكن ماذا عن كوباني التي تذبح، ويقول جون كيري انها "لا تمثّل هدفاً استراتيجياً" لأميركا بينما يرى تشاك هيغل "انها تمثّل مشكلة صعبة"، في حين تحوّلت موضع مساومات فظّة مع تركيا، التي تريد اقتلاع "داعش" والأسد في وقت واحد، لكن واشنطن تستمهل الخلاص من الأسد بانتظار احياء صيغة "جنيف -١" للانتقال السياسي!
ثم ماذا عن بغداد بعدما كشفت واشنطن ان مطارها كاد ان يسقط في يد "داعش" لولا تدخل مروحيات الأباتشي، والتي يقول هيغل انها محمية في حين يبعث مسؤولون عراقيون بنداءات استغاثة الى واشنطن لترسل بسرعة قوات برية لحمايتها؟
وهل بالغت "الصنداي تلغراف" باعتبارها استغاثة يائسة لأن واشنطن لن تستجيب، فها هو ديمبسي يوحي بأنه لن يرسل قوات اميركية الى الأرض قبل المعركة الحاسمة في الموصل، التي قال جون آلن ان استعادتها تحتاج الى سنة؟
سقوط معسكر هيت امس بعدما انسحب الجيش العراقي منه يؤكد مخاوف رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت من ان إكمال "داعش" السيطرة على الأنبار سيفتح الطريق امام الإرهابيين الى بغداد وقد باتوا على تخومها! ولمزيد من الضياع اعلنت واشنطن ان انقرة سمحت للجيش الأميركي بإستعمال منشآتها وخصوصاً قاعدة انجرليك لشن غارات على "داعش"، فسارعت تركيا الى النفي، بما يؤكّد انها لن تدخل في التحالف إلا اذا ضمنت اقامة المنطقة العازلة واسقاط الاسد و"داعش"... وان في وسعها الانتظار والتفرج على كوباني المدينة الكردية وهي تذبح!
ربما كان على ديمبسي ان يوجّه الدعوة الى نالين عفرين قائدة "وحدات حماية المرأة" التي تواجه "داعش" في كوباني ببسالة مدهشة منذ شهر، واضعة اصبعاً في الزناد واصبعاً في عين التحالف الدولي!