كشف المفتش العام المساعد في دار الفتوى، الشيخ الدكتور حسن مرعب عن تبلغه تهديدا فعليا من مجموعات "داعش" دفعه لترك منزله واتخاذ الاحتياطات الأمنية الإحترازية طالما أنه يشعر بخطر جدي على حياته.
يضع الشيخ حسن مرعب استهدافه أمنياً وتهديده من "داعش" في سياق ضرب المؤسسة الدينية وشطب دورها على غرار ضرب الجيش واستبعاده وبالتالي قرر أن يرفع الصوت عالياً بعد أن حددوا الهدف الاول لهم وهو أقرب المقربين للمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان فضلاً عن كونه يشغل منصباً حساساً في دار الفتوى.
"لا نزيد عن المعلومات المتوافرة إن قلنا بأن المجموعات المتطرفة أصبحت تمتلك بيئة حاضنة في طرابلس ولا يجب علينا المكابرة والإنكار، بل علينا الذهاب للمعالجة الصحيحة وعدم ترك شبانا ومراهقين يقعون في شرك التضليل وسلوكهم طريق الانحراف الديني، خصوصا وأن هؤلاء لا يفقهون من علوم الشرع والدين شيئاً ويصدرون فتاويهم وفق أهوائهم ومتطلباتهم".
استهل الشيخ مرعب حديثه بوضع توصيف عام للحالة في طرابلس بضوء التغرير المزدوج الحاصل عن طريق إما تجنيد شبانا للذهاب نحو سوريا والعراق، أو خلق مجموعات تنساق وراء شعار فرض الخلافة وإعلان الإمارة قبل الدخول بتفاصيل تهديده "لا يخفى على أحد الدور الريادي الذي تلعبه دار الفتوى بعد إنتخاب المفتي دريان، وتركيز الخطاب الديني على ضرورة الإعتدال والوسطية ومواجهة تنظيمات شاذة. ونستطيع القول بأننا نجحنا الى حد بعيد، وعلى غرار ما حصل في العراق من اغتيال ممنهج للمشايخ والعلماء، تلقيت تهديدا واضحا من داعش حيث اتهموني بأنني أطعن بالمجاهدين والخلافة".
الحادثة جرت منذ اسبوعين، وفق الشيخ مرعب، الذي سارع الى وضع الاجهزة الامنية بتفاصيل الحادث ويتحفظ عن ذكر تفصيلات كثيرة تتعلق بتلقيه هذه الرسالة سوى أنه افاد بأنه منذ نحو شهر تقريبا حضر شخص الى المسجد الذي يخطب فيه وكان يلح عليه سماع رأيه بالقتال في سوريا وقد كرر مرعب الكلام بصوت مرتفع "القتال في سوريا حرام شرعاً ولا يمكنني اعتباره جهاداً في سبيل الله وأنا لا أفتي بذلك مطلقاً".
طبعا شعر الشيخ بأمر مريب فجاءته الرسالة على عجل "رأسك مطلوب وقد شحذنا السكين".
تابع مرعب قائلاً: "الأمر ليس شخصياً مطلقاً، وقد غادرت منزلي في منطقة القبة بناء على نصيحة الاجهزة الامنية، ونحن جميعا نشعر بالتهديد الامني طالما ان فكر الاسلام الصحيح الذي هو السماحة بالدين والدفاع عن حقوق الانسان والمرأة والطفل مهدد، لأن الداعشيون ألغوا كل ما كتبه العلماء على مر التاريخ بهذا الشأن وهم يعتبرون بأن كل المشايخ والعلماء على الساحة اللبنانية أعداء لا بل هم يكفرونهم وسيسعون للنيل منهم اغتيالا أو ارهاباً لتخلو الساحة لهم".
ومن سبل المواجهة اضاف الشيخ مرعب: "المطلوب هو الصوت المرتفع وعدم الركون لتهديدات أمنية ولو في ذلك مخاطر جسدية... هم يعتبرونني مرتدا وأبو بكر البغدادي خليفة الله على الأرض وما يقوله هو أمر مقدس، في حين نحن نستند على فتاوى واضحة، لأن إعلان الخلافة لا يأتي بشكل عشوائي بل له ركائز واصول، أبرزها مبايعة كل المسلمين وبشكل علني، وليس كما هو حاصل الآن بحد السكين وعن طريق الذبح والقتل والإرهاب".
ختم الشيخ مرعب حديثه بالإشارة لوضع المساجد في طرابلس وأعطى نموذجا واضحا هو مسجد عبد الله بن مسعود الذي يسيطر عليه الثنائي شادي مولوي واسامة منصور: "في طرابلس يوجد 150 مسجدا تقريبا في حين ان دار الفتوى غير مسؤولة سوى عن نحو 70 منها، وما تبقى هي مساجد مستقلة بأئمتها وخطبائها ودار الفتوى لا تمون سوى بالنصيحة فقط وبالتالي لا بد من الإجماع الكامل على وضع كافة المساجد تحت إشراف دار الفتوى طالما أن المسجد هو المكان الذي يتلقى منه الشبان أفكارهم وقناعاتهم حول الاسلام وبالتالي من هنا تأتي المعالجة لكل تطرف ديني مهما حصل".