يقول حسين موسويان كبير المفاوضين الإيرانيين السابق، إن الربيع العربي، قد تحول إلى شتاء قارس، وحان الوقت للتعاون الإيراني الأمريكي لإعادة الثبات إلى الشرق الأوسط. تحدث موسويان في مقال نشره المانيتور، عن الأوضاع المتوترة في مصر أولاً، ثم عن خطر تقسيم العراق، وأخيراً عن فشل مجلس تعاون الخليج، مذكرا بأن إيران قد أنذرت سابقاً كرارا ومرارا بخطر صعود الجماعات المتطرفة.
يرى موسويان بأن الأخطار في سوريا والعراق وموجة التغيير في حركات الربيع العربي، اشتداد وتيرة الإرهاب، الحروب الداخلية والمذهبية في الشرق الأوسط وأفريقيا وخروج الولايات المتحدة من العراق وربما من افغانستان، ارتقاء الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الإعلان عن الخلافة، وتزايد عدد الإرهابيين، كل ذلك من شأنها أن تقلّب الوضع الجيو سياسي في مستقبل الشرق الأوسط.
ويقترح موسويان أولا انتهاج سياسة مصرفي التجنب عن الوقوع في هذه الكارثة، وثانيا التقارب الإيراني الأمريكي.
يبدو أن ما صرح به حسين موسويان في مقاله، يشكل أيضاً مخطط حكومة الرئيس روحاني للسياسة الخارجية، حيث أن حكومته تريد ليس الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في القضية النووية، فحسب، بل تريد فتح باب التعاون معها إقليميا.
ومن جهة أخرى يبدو أن حكومة باراك أوباما تفقد الإرادة اللازمة للوصول إلى حل شامل مع إيران، يشمل القضية النووية والقضاء على داعش معاً، فبالرغم من أن الولايات المتحدة تتوقع من إيران، الانضمام لحركة مكافحة داعش، ولكنها لا تظهر أي مرونة باتجاه المشروع النووي الإيراني، تحت ضغط واضح من الكنغرس، وربما تتخوف حكومة أوباما من اتهام الحمهوريين لها بالتنازل عن خطوطها الحمر، مقابل إيران، تحت ضغط داعش.
ومن جهة أخرى تجد الولايات المتحدة نفسها أمام ضغط حلفاءها في المنطقة من السعودية حتى الكيان الصهيوني، بحال طي صفحة الماضي مع إيران. ولهذا ليس من المستبعد استمرار الأزمة الحالية في سوريا والعراق، في ظل استحالة التسوية الإيرانية الأمريكية. وما يقوي هذا الإحتمال، كلام عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني الذي تحدث يوم الأمس عن احتمال تمديد المفاوضات بين إيران والدول 5+1 بعد 24 تشرين الأول، مما يعني بأن في الأفق المنظور، لا يمكن توقع حصول التسوية بين إيران وأمريكا التي تشكل مفتاح الحل للكثير من المشاكل في المنطقة.
هذا ولا يمكن تجاهل أهمية ما حصل حلال عام من المفاوضات والمحادثات المباشرة بين إيران وأمريكا مما تحول المفاوضات إلى المفاوضات بين 1+1 وليس بين إيران وبين 5+1. هذه المفاوضات في حد ذاتها مهمة للغاية ولم يكن يتصور أحد من الخبراء قبل شهور من مجيئ الرئيس روحاني، بأنها ستحصل بين الطرفين، وستنفض الكثير من الغبرة التي خيمت على العلاقات بين الطرفين طيلة 35 عاما.