بعدما دق قائد الجيش العماد جان قهوجي ناقوس الخطر حول ما تعد له الجماعات المتشددة في الشمال اللبناني، عمد الجندي عبد الله احمد شحادة، وهو من بلدة مشحا في عكار (شمال) الى الفرار بآليته العسكرية من طراز همفي الاميركية الصنع من موقعه في محلة وادي الرعيان في محيط عرسال.

وحمل معه بندقية رشاشة ومناظير ليلية الى احد مواقع "النصرة" ما يشي بوجود تنسيق مسبق قاده الى الموقع الذي استقبله بالتهليل.

وشحادة هو الجندي الثالث الذي يلتحق بــ "النصرة"، الاول هو عاطف سعد الدين الذي فر من موقعه، والثاني محمد عنتر الذي اعتبر فارا قبل ان تبث "النصرة" شريطا حول التحاقه بها.

وقد اكد مصدر رسمي، في حديث لـصحيفة "القبس" الكويتية، ان انشقاق ثلاثة جنود ليس بشيء من اصل 55 الف جندي، وقد تحدث حالات فردية اخرى بفعل الضغط الايديولوجي او اي سبب آخر، اما الضباط فإن مستواهم الثقافي يمنعهم من الوقوع في جاذبية الارهاب، وان كان معروفا ان طالباً في المدرسة الحربية ضبط من سنوات وهو ينقل المعلومات الى "القاعدة".

لكن السؤال الذي يطرح: "هو كيف استطاع شحادة ان يقطع اكثر من كيلو متر في منطقة مكشوفة قبل ان يلتف وراء احد التلال ويختفي! وهل ان رفاقه في «النصرة» امنوا له الطريق بالنيران الكثيفة؟"

والمشكلة ان الجنود الثلاثة هم من الشمال الذي قال قهوجي بوجود خلايا نائمة فيه. واللافت انه فيما كان رئيس الحكومة تمام سلام يتحدث عن المظلة الدولية فوق لبنان، كانت جهة سياسية بارزة تتحدث عما نقله اليها دبلوماسيون اوروبيون من ان "داعش" و"النصرة" اقاما ما يمكن ان يسمى بـ"شبكة حديدية" في الشمال، لكن الارقام التي يتداولها الدبلوماسيون تتراوح بين الثمانمئة والالف، فماذا لو كانوا فعلا بهذا العدد وتحركوا دفعة واحدة؟!

اجواء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تتحدث عن مخاوف تمتد من اقصى الشمال في عكار الى اقصى الجنوب في العرقوب، مروراً بطرابلس وبيروت وصيدا، لتشير الى ان جنبلاط بذل جهوده لاعادة ترميم الوضع السياسي وانتخاب رئيس للجمهورية، مما يفضي الى انتظام عمل المؤسسات، ولكن يبدو ان من الصعب حاليا تفكيك عوامل التعطيل من داخلية وخارجية.



المصدر :القبس