تتقاطع المواقف الداخلية مع المواقف الاقليمية والدولية حول مسألة تستحوذ على اهتمام العالم كله وهي ان المواجهة مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام / داعش / وجبهة النصرة وباقي الجماعات الارهابية ستمتد لسنوات طويلة وهذا ما عبر عنه وفي غير مكان وغير مناسبة قادة التحالف الدولي الذي يستهدف هذه الجماعات , فيما قواعد الاشتباك السياسي على الساحة الداخلية اللبنانية لا تشهد اي تبديل ملحوظ سوى الموقف الذي اعاد التأكيد عليه الرئيس سعد الحريري اثر لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وهو ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية .
لكن اللافت في المواقف هو ما كشف عنه قائد الجيش العماد / جان قهوجي / خلال مقابلة مع صحيفة /لو فيغارو / الفرنسية عشية التحضير للزيارة التي سيقوم بها الى الولايات المتحدة الاميركية والتي ستستمر اسبوعا ويلتقي خلالها كبار الضباط والقيادات العسكرية الاميركية من اجل بحث سبل التعاون بين الجيشين الاميركي واللبناني , والتسليح الاميركي للجيش والتنسيق في محاربة الارهاب والدعم الذي ستقدمه واشنطن للبنان من اجل ضبط الوضع والحفاظ على الاستقرار ومواجهة التحديات في الداخل وعلى الحدود .
وكشف العماد قهوجي عن ان الجماعات الارهابية والتكفيرية التابعة لتنظيم داعش وجبهة النصرة تعمل من اجل ربط جبال القلمون في سوريا
ببلدة عرسال اللبنانية ومن ثم بمنطقة عكار واخيرا في الشمال كله
مضيفا (( انه لحسن حظنا نجحنا في دفعهم مرة اخرى الى الجبال والجرود )) وهي سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تشكل الحدود
الطبيعية مع سوريا حيث يتصدى لهم الجيش السوري هناك .
واتهم قهوجي تنظيم داعش بانه يريد اشعال حرب اهلية بين
السنة والشيعة في لبنان وقال (( ان هذا هو هدف التنظيم وهو ما
اكدته التحقيقات مع عناصر من هذا التنظيم تم القاء القبض عليها ويجري التحقيق معها )).
واضاف العماد قهوجي (( ان هذا التنظيم الارهابي يعتمد على خلايا
نائمة في طرابلس وعكار وتدعمه فئة هامشية من الطائفة السنية .
والتنظيم يريد الوصول الى البحر وهو ليس لديه مثل هذا الممر بعد
لا في العراق ولا في سوريا مؤكدا ان الجماعات الارهابية تستهدف
الجيش بشكل اساسي )) .
وعليه تبرز الى الواجهة حاجة الجيش الى الدعم العسكري
الضروري وتسليحه بما يحتاجه من اسلحة متطورة لمواجهة جماعات
لم تستطع حتى الان حكومات ودول وحتى تحالفات دولية ان تواجهها
فيما لا يزال الغموض يكتنف سر امتناع البعض عن المساهمة فعليا
في تقديم الحد الادنى من الحاجات المطلوبة للمؤسسة العسكرية.
وفي السياق ذاته فان الجيش بحاجة لما هو اكثر من السلاح ,فهو
يحتاج الى بيئة سياسية حاضنة فعليا له فلا يكون للبعض لغتان
بعضها ظاهر وهو التهليل لدور الجيش وبعضها باطن وهو تقديم
الذرائع للذين يعتدون عليه .
يبقى القول ان الجيش هو الامل وهو الحل وهو بوابة العبورالى
قيام الدولة القوية التي تستند الى قاعدتين : وفاق وطني لبناني حقيقي وجيش لبناني قوي , وبالتالي تبقى المشكلة الاساسية
هي في الفراغ الرئاسي , ومن الضروري بمكان ازالة العراقيل عن
طريق قصر بعبدا حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية لما لهذا الموقع
من رمزية وطنية سيما وانه القائد الاعلى للقوات المسلحة .
فخلاص البلد يبقى في وقوف الشعب بكافة طوائفه ومذاهبه خلف
رئيسهم وخلف جيشهم لحماية البلد داخليا من اي انقسام وخارجيا لصونه من اي عدوان قد يهب عليه سواء اتى من اسرائيل او من
الجماعات الارهابية .
طانيوس علي وهبي