تشير مصادر غربية إلى أن "حزب الله" يواجه مأزقاً حقيقياً بعد مرور نحو ثلاث سنوات على مشاركته في القتال في سوريا الى جانب القوات الموالية للنظام السوري. ومن بين الضغوط التي تواجهها قيادة الحزب، قاعدته التي تتململ من الذهاب للقتال في سوريا بعدما فقد الحزب عدداً كبيراً يفوق الـ ٥٠٠ قتيل من مقاتليه خلال المعارك في سوريا، والتزاماته كجزء أساسي في الظرف الحاضر من المحور الايراني في المنطقة ومساعدة نظام الرئيس بشار الأسد على الصمود في وجه معارضيه.

وتضيف هذه المصادر أن التململ الأكبر يعود الى أن مشاركة الحزب في الحرب السورية بدأت تتحول بالنسبة الى القيادة العسكرية داخل الحزب حرب استنزاف حقيقية، بعدما تحول هدفاً مباشراً للمجموعات الاسلامية المتطرفة داخل المعارضة السورية التي تقاتل النظام، فأصبحت هذه المجموعات تستهدف مواقع الحزب خصوصاً داخل الاراضي اللبنانية بعدما كان مستهدفاً بواسطة السيارات المفخخة. والاحداث الاخيرة التي شهدها البقاع الشمالي خير دليل على ذلك.
والتطورات الأخيرة نزعت من يد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله احد مبرراته، وهو ان الحزب أرسل قواته للمشاركة في الصراع السوري للحيلولة دون وصول الإرهاب الى لبنان. فالإرهاب الذي كان على الأبواب دخل لبنان، ويقاتل الحزب داخل مناطق سيطرته ردا على تدخله في الحرب داخل سوريا ودفاعه عن النظام السوري. أضف إلى ذلك أن الحرب الطويلة في سوريا والتي ستستمر وقتاً طويلاً قبل التوصل الى حل، تشكل نزفاً للحزب وقدراته وإخلالاً بتوازن الرعب بينه وبين اسرائيل في ظل الصعوبات التي يواجهها في تسلم شحنات الاسلحة والذخائر بسبب الأوضاع في سوريا والعراق والقصف الغربي لمواقع الإرهابيين الذي يحد من استخدام المجال الجوي السوري لنقل الأسلحة. وقد نفذ الحزب عملية تفجير اعتبرت رسالة الى اسرائيل، ولتأكيد استمرارية وجوده كقوة فاعلة في الجنوب، غير ان الدولة العبرية التي يتهمها الحزب بالتغاضي عن تحركات المعارضة السورية تعي صعوباته، وقد تنتظر الفرصة لضرب قدراته. حتى انها قد تسهل وصول معارضين سوريين الى منطقة شبعا في جنوب لبنان لفتح جبهة جديدة بين "حزب الله" والمتشددين المسلمين لإلهائه بصراعات جانبية.
وفي هذا السياق فتح "الجيش السوري الحر" جبهة جديدة ضد جيش النظام السوري و"حزب الله" في منطقة تل الحارة الاستراتيجية المطلة على اسرائيل والقريبة من منطقة درعا السورية. وبحسب المعلومات الأخيرة، فإن "الجيش السوري الحر"تمكن من طرد قوات النظام السوري من المنطقة.
وبحسب آخر المعلومات الميدانية، تشير المصادر إلى أن قوات المعارضة السورية تسعى حالياً إلى فرض سيطرتها على الخط الحدودي بكامله بين سوريا واسرائيل. وقد يكون الهدف المقبل لقوات "الجيش السوري الحر" الاستيلاء على بعض البلدات في الجزء غير المحتل من الجولان للتواصل بين مناطق سيطرة المعارضة السورية وبلدة شبعا اللبنانية.
ووصول المعارضة السورية الى الحدود اللبنانية - السورية في جنوب لبنان سيؤدي حتما الى فتح معارك جانبية أوسع مع "حزب الله" في منطقة انتشاره في الجنوب، مما قد يزيد استنزافه في داره على يد الإرهابيين.

 

سمير تويني