بعد ما جرى في عرسال الورد وجرود بريتال فتح شهية حزب الله على استعادة المبادرة بعد توقف قسري على انتصاريّ القصير والقلمون تحسّساً منه لخطورة انتصار النُصرة السورية عليه في حرب اتقنها ولعبة نجح فيها مع عدو يملك السماء والبرّ والبحر اذا ما بقيت على ماهي عليه من قدرات قتالية أتاحت لها فرصة الانقضاض على موقع متقدم للحزب الذي تُعدّ خسارته بألف خسارة لأن حساباته العسكرية مدروسة جيدة .

ما حققته النصرة السورية فتح باب المواقف المقفلة على مشاركة حزب الله في الحرب السورية واستعاد فريق 14آذار لهجته القاسية على الحزب ودوره فجاءت تصريحات الرئيس سعد الحريري صرخة قوّة من على قصر الاليزيه وتعبيراً عن وهن الحزب في قوته وجاءت أيضاً تصريحات رئيس القوّات اللبنانية معطوفة على السعدية الفرنسية ومن وهج النار في عرسال اضافة الى سيل التصاريح لشخصيّات أدنى مرتبة من المذكورين.

اذاً ثمّة حسابات سياسية لبنانية ولدت على وقع الواقع الذي فرضته النصرة في غزوتها لمواقع تابعة لحزب الله وبات الضعيف اللبناني مستأسداً بالنصرة السورية ويستثمر بانتصاراتها بتصعيد سياسي لافت دفع بسعد الحريري الى اعلان موقف واضح من الانتخابات النيابية والرئاسية بعد أن تشارك مع حزب الله في حكومة تمام سلام على قاعدة الاعتراف بحقّ حزب الله في ممارسة دوره في لبنان وسورية . وبسمير جعجع الى العودة لمرحلة الخصومة التي أنتجت 7أياروبالعاطلين عن الفعل من جماعة 14آذار الى استرداد النبرة الصوتية العالية ضدّ دواعش 8آذار كما يعتبر المؤثرون في قيادات 8آذار .

أمام هذا الوهم الذي سيطر على المستفيدين من عمليّات النصرة وعلى النصرة نفسها يبدو أن حزب الله بصدد الردّ السريع على غزوة عرسال- بريتال بتحقيق فوز جديد في سورية وفي نقطة أو محور مهم في احدى المحافظات السورية أو أنه سيرد على النصرة حال جهوزية  الخطّة  لتربية من تسوّل له نفسه  التعدّي مجدداً على حزب الله في الأمكنة الخلفية والنيل من معنويّاته العالية . وبالتالي ثمّة مهمة وطنية سينجزها حزب الله مع حلفائها للتخلص من شراكة تيّار المستقبل في انتخاب الرئيس بواسطة حليفه المربك " الزعيم" وليد جنبلاط باعتماد مواصفات رئاسية تلبي مصالح حزب الله السورية وقبل اللبنانية والاّ سيمتد الشغور الرئاسي والنيابي الى حين الانتهاء من الحرب السورية .

وحتى تقوى ورقة حزب الله  من جديد لا بُدّ من توجيه ضربة مؤلمة للنصرة في الأمكنة الرخوة  وضرب معنويّات غير مفقودة ولكنها مفتقدة في مرحلة يتم فيها تجميع الأوراق الرابحة لتحسين شروط المواجهة الجديدة بين تيارين أثبتا كفاءات في القتال حتى الموت .