هل هناك تحالف دولي من ٤٠ دولة يشن فعلاً الحرب على "داعش" منذ شهرين ويحصد الفشل حتى الآن؟
النتائج الميدانية تبدو مفاجئة لا بل فاضحة، وخصوصاً بعد شهرين من القصف الجوي الذي يبدو انه لم ولن ينفع في وقف التقدم الذي يحرزه الارهابيون على الأرض سواء في سوريا او في العراق.
كل الأخبار من كوباني او بلدة عين العرب الكردية على حدود تركيا التي اجتاحت "داعش" أحياء عدة فيها، والتي أبلغنا رجب طيب اردوغان انها على وشك السقوط متناسياً كل تصريحاته السابقة عن انها "خط احمر وأن تركيا لن تسمح بسقوطها"، لكن المفاجأة الثانية الصاعقة جاءت من العراق حيث نجحت "داعش" في اقتحام الرمادي في الأنبار عبر سيناريو غريب وفاضح يطابق طريقة سقوط الموصل.
اذا كان الموقف التركي المتفرّج على سقوط كوباني ينتظر استجابة الاميركيين شروط اردوغان الثلاثة للتدخل الميداني، أي اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا لخلق ملاذات آمنة للاجئين داخل الاراضي السورية، وإسقاط بشار الاسد مع "داعش"، وضمان تفكيك الحلم الكردي باقامة دولة مستقلة، فإن سقوط الرمادي الذي سيفتح الطريق امام "داعش" للوصول الى بغداد يطلق تساؤلات فاضحة ومخيفة منها:
لماذا انسحبت القوات الحكومية من المدينة لتتمركز في قاعدة الحبّانية جنوباً وتركتها للإرهابيين، ومن أين جاءت الأوامر بالانسحاب، ثم هل تعمّدت حكومة حيدر العبادي ترك المدينة عرضة للسقوط؟
رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت يقول: "ان الأنبار وصلت الى طريق مسدود بسبب ضعف الإمدادات لأبناء العشائر والشرطة من الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي"، وحذّر من انه اذا سقطت الأنبار فذلك قد يعني مقدمة لسقوط بغداد.
واذا كان الجنرال جون آلن يقول بأن تحرير الموصل يحتاج الى سنة، في حين يحتاج تجهيز ١٥ ألف مقاتل من المعارضة السورية الى اكثر من سنتين، للتمكن من مواجهة "داعش" وتعبئة الفراغ الذي يمكن ان تتركه بحيث لا يحل النظام محلّها، فإن أخبار القتال في الميدان الممتد من الموصل الى كوباني مروراً بالرقة ودير الزور وغيرها، تشكل دليلاً عملياً يؤكد تصريحات وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا عن "ان الحرب ستستمر نحو ثلاثين عاماً وان تهديد "داعش" قد يمتد ليصل الى اليمن وليبيا والصومال ونيجيريا".
بانيتا يرى ان امام باراك اوباما فرصة لإصلاح الأضرار التي تسبب بها من خلال إظهار العزم والقيادة بعدما "ضلّ طريقه في القتال ضد الارهابيين"، ومثل هذا الكلام يدفعني الى طرح السؤال تكراراً:
الحرب العالمية لم تحتج الى ٤٠ دولة، فكيف تواصل "داعش" اجتياحاتها في العراق وسوريا تحت أنظار الأميركيين وحلفائهم؟... عجيب!