احدث تبني" المقاومة الاسلامية" متفجرة مزارع شبعا امس والتي ادت الى اعطاب آلية عسكرية اسرائيلية واصابة جنديين شعورا بالنشوة في صفوف "حزب الله" وجمهوره ،الذي يستقبل بارتياح هذا النوع من الاخبار والمواجهات مع الاسرائليين، في وقت ينهمك فيه الحزب في مواجهة مسلحي" جبهة النصرة" وتنظيم " داعش" في الاراضي السورية والعمل على صدهم ومنعهم من الاقتراب من الاراضي اللبنانية والحد قدر الامكان من منع تكرار ما اقدمت عليه مجموعات من "النصرة" في جرود بريتال عند حدود السلسلة الشرقية في البقاع.
ويرى مقربون من الحزب ان الهدف من عملية شبعا الاخيرة هو توجيه رسالة واضحة الى اسرائيل ومفادها ان اي تغيير في قواعد اللعبة بين الطرفين مرفوضة، وان "المقاومة لن تسكت عن اي خرق في الاراضي اللبنانية وخصوصا بعد سلسلة من الخروق من الجانب الاسرائيلي الذي يعمل على زرع عبوات واجهزة تنصت في الجنوب وكان اخرها في انصارية وعدلون في الزهراني ، فضلا ً عن السعي الى منعه من استهداف الجيش اللبناني بعد اصابة احد جنوده برصاص اسرائيلي في جبل سدانة.
وتأتي العملية الاخيرة في المزارع بعد توجس الحزب وحذره من خطورة اقدام اسرائيل على تقديم تسهيلات الى "النصرة" في القنيطرة والجولان وتهديد مجموعاتها للاراضي اللبنانية وخصوصا اذا خطر في بال الاخيرة الاقتراب من شبعا والعرقوب والوصول الى مناطق نفوذ "حزب الله" في هذه البلدات التي تقع على مقربة من الحدود وخط المواجهة مع اسرائيل.
وثمة من يدخل متفجرة شبعا في اطار الصراع الكبير والمفتوح بين اسرائيل والحزب الذي يريد تذكيرها بعدم المس بقواعد الاشتباك او محاولة قلب التوازانات القائمة بين الطرفين وخصوصا بعد العام 2006 الى اليوم مع حصول بعد الخروق من الجهتين في الاعوام الاخيرة. ويهدف الحزب الى تذكير من يعنيه الامر من الاسرائيليين والجماعات الاسلامية المتطرفة ان "المقاومة الاسلامية" جاهزة لاي مواجهة في لبنان رغم انشغال مجموعات من مقاتليها في سوريا.
وتهدف العملية ايضاً الى الرد على كل ما تلجأ اليه اسرائيل وتفعله في الاشهر الاخيرة في الجولان بعد اقدامها على التنصل وفكها قواعد الاشتباك في الجولان واستهداف مواقع الجيش السوري ومنظومة الردع التي تراجع دورها في الاشهر الاخيرة واسقاط طائرة لها قبل ايام في هذه المنطقة.
اما بالنسبة الى ردود الفعل اللبنانية الداخلية على عملية شبعا وخصوصا من قوى 14 اذار التي ترفضها بالطبع ، فان الحزب يتوقع مثل هذه الردود والتي استكملها الرئيس سعد الحريري اليوم من خلال قوله ان "استخدام الحدود منصة لتوجيه الرسائل الامنية والعسكرية خطوة في المجهول".
ويرد مقربون من الحزب على كلام الحريري بقولهم أن " ثمة أزمة خطاب عند الحريري. فأين يقف الغيارى على السيادة في فريق 14 اذار امام الخروق الاسرائيلية المتواصلة يوميا . وما هو تعليقهم على اطلاق الرصاصعلى جندي في الجيش اللبناني كان يقوم بواجبه على ارضه في الجنوب".