شعلة نار تشهدها جبال القلمون من الجهتين اللبنانية والسورية منها التي تمتد على مسافات واسعة من جوسية شمالاً حتى بلدة طفيل جنوباً نتيجة الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي وعناصر "حزب الله" من جهة، ومسلحي تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" من جهة أخرى، في محاولة من المسلحين لفتح منفذ آمن لهم في اتجاه القرى الحدودية استباقاً لفصل الشتاء.
فبعد هجوم الأحد الفائت على احدى النقاط التابعة لـ "حزب الله" في جرود بريتال، نفّذ المسلحون الخامسة فجر أمس هجوماً آخر أوسع من الجهة السورية على عدد من المراكز التابعة للجيش السوري من الجهة السورية و"حزب الله" من الجهة اللبنانية، وشمل الهجوم أكثر من محور بدءاً من بلدة الزبداني السورية مروراً بمنطقة عسال الورد حتى أطرف "وادي بخعة" و"راس يبرود" في هجوم موحد شارك فيه آلاف المسلحين، ما أدى الى اشتباكات شرسة كان تدخل فيها الطيران الحربي والمروحي السوريين، فشنّ غارات مكثفة طاولت كل حركة في الجرود التي شهدت معارك، مما منع تقدم المسلحين وتحقيق أهدافهم، إضافة الى تدمير عدد من الآليات و سقوط عشرات القتلى كما أكدت مصادر متابعة لـ"النهار".
وهذه الاشتباكات العنيفة التي ترتفع وتيرتها بين يوم وآخر كفيلة رفع جهوز كل الأطراف المشاركين. وكان أكد متابع للمعارك أن رفع وتيرة الاشتباكات أحد أسبابه حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة عند المرتفعات حيث المسلحون، وفي محاولة منهم لشق معابر آمنة في اتجاه قرى يمكن قضاء فصل الشتاء فيها، ولاسيما عسال الورد السورية، وهي الهدف الأول للمسلحين حيث تشهد أعنف المواجهات بين الطرفين.
في المقابل، تشهد السلسلة الشرقية من الجهة اللبنانية تحركات للمسلحين يقابلها رفع جهوز للجيش عند اطراف بلدات عرسال ورأس بعلبك والقاع، فيما عززت عناصر "حزب الله" الرابضة في غالبية القرى البقاعية مواقعها خوفاً من هجوم محكم قد تشنه المجموعات المسلحة.
ويرى أحد القياديين أن الأيام المقبلة تشكل أكبر خطر وتهديد من المسلحين للقرى البقاعية، وتجربة عرسال بعد اقتحامها من المسلحين يمكن ان تتكرر بعد فشل المسلحين السيطرة على أي من القرى السورية في القلمون، وهذا ما يعزز فرضية اندفاعهم الى قرى بقاعية قد يرونها أكثر مرونة للسيطرة عليها، وقد تكون نتائج ذلك غير متوقعة من الأطراف المتقاتلين.
وأهالي القرى البقاعية الذين اعتادوا الاحداث المتسارعة طوال الاعوام الاخيرة، يدور الحديث الشائع بينهم اليوم عن مكان المعركة المقبلة ومدى خطورة الايام الآتية، وهذا ما يتسبب بحال قلق حقيقي يعيشونه وترقب شديد ينعكس مباشرة على الدورة الاقتصادية للمنطقة.
(وسام اسماعيل - النهار)