توقعت أوساط أمنية لبنانية أن تكون مدينة بعلبك عاصمة “حزب الله” في البقاع مسرحاً للجماعات المتطرفة بعدما استسهلت “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر”، بمشاركة متواضعة من تنظيم “داعش” اختراق الحدود اللبنانية، أولاً من منطقة عرسال ثم من منطقتي بريتال والقاع وبعض البلدات الصغيرة الواقعة في شمالها قبل أيام.
وأكدت الأوساط الأمنية لصحيفة “السياسة” الكويتية أن تنظيم “داعش” الذي بدأ يحشد فوق مختلف المرتفعات الجبلية الشرقية اللبنانية المشرفة على عشرات البلدات الشيعية، ومنها بلدة بريتال التي خسر فيها “حزب الله” ثمانية قتلى و18 جريحاً و6 أسرى، لم يشارك على نطاق واسع ولا بأعداد كبيرة من المقاتلين في تلك المعارك الاخيرة، بعدما رمت “جبهة النصرة” بأكثر من الفي مقاتل جديد تدفقوا عليها من جنوب سورية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، واستعادوا مناطق ومرتفعات إستراتيجية كثيرة في مناطق القلمون التي انحسرت عنها قوات بشار الاسد ومئات عناصر “حزب الله” الذين بدأوا العودة اليها بعد معركة عرسال ولكن من دون نجاح كبير”.
وأوضحت الأوساط أن اسباب امتناع الجيش اللبناني عن المشاركة في التصدي للمقاتلين الغرباء في بريتال وحولها الى جانب ميليشيات “حزب الله”، هو أن الجناح الأكبر من المؤسسة العسكرية الداعم لإقامة الدولة وتحصينها من تداعيات مشاركة الحزب في الحرب السورية أدرك خطأه في الانعماس غير المجدي بمعركة عرسال الخاسرة التي تكبد الجيش فيها عشرات القتلى والجرحى والاسرى. كما ادرك اخيرا ان “حزب الله” جره إلى هذه المعركة كبديل عنه، وان شهداء الجيش سقطوا واسروا وجرحوا عوضا عن عناصر الميليشيات الإيرانية، وبالتالي امتنع أخيراً عن زج اي جندي في معارك بريتال التي أكدت “جبهة النصرة” و”الجيش الحر” لقيادة نصرالله وللجيش السوري النظامي من خلالها انهما قادران في اي وقت على اقتحام مناطقهم ومواقعهم وبلداتهم داحل الحدود اللبنانية.
ونقلت المصادر الامنية عن بعض الناطقين بلسان “الجيش السوري الحر” الموجودين في المناطق السنية والمسيحية في بيروت وطرابلس قولهم: انتظروا الآن معركة بعلبك التي قد تؤدي نتائجها الى انسحاب شامل لـ”حزب الله” من سوريا خوفاً من إقفال طرق انسحابه منها بعد فوات الأوان، إذ إن كل التقديرات تشير الى ان “معركة دمشق” النهائية الحاسمة لم تعد بعيدة وقد تكون نضجت، في الوقت الذي يتمكن تنظيم “داعش” من الاستغناء عن خمسة آلاف مقاتل يرسلهم من الحدود الشرقية السورية لمحاصرة العاصمة واقتحامها”.
ونقلت الأوساط الامنية عن جهات قطرية قولها ان وساطة دولة قطر مع خاطفي العسكريين اللبنانيين لم تتوصل في أي وقت الى اقناع “جبهة النصرة” بإطلاق المخطوفين اللبنانيين، وإنما اقتصرت تدخلات دولة قطر على منع اجتياح جديد لبلدة عرسال كما كانت “النصرة” تهدد علناً. الا ان المسلحين لم يعدوا القطريين بعدم فتح جبهة عسكرية جديدة داخل لبنان وتحديداً داخل مواقع “حزب الله” ومناطق نفوذه الشيعية”.
وأشارت الاوساط إلى ان التنظيمات الاسلامية المتشددة قررت على ما يبدو توسيع مناطق معاركها في مرتفعات السلسلة الشرقية لجبال لبنان نزولاً حتى بعلبك والقرى الشيعية المحيطة، فيما هي تستعد لدخول دمشق لمنع التفاف “حزب الله” عليها من الوراء والخاصرة اليمنى، وذلك بعد سقوط الجولان وآخر مرتفعات درعا بكاملها في أيديها خلال الاربعين يوما الماضية، ثم بداية الاستعدادات للزحف على القلمون لمحاصرة دمشق واقتحامها.