بأي حال عدت يا عيد !  ...

انا اليوم في العراق في دهوك تحديدا  ،لا كلام هناك ليصف الصورة امامي فقد تذكرت قول للامام عليبن ابي طالب  يقول فيه "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد "   اكبر معصية لله هي ترك هؤلاء الناس مشردين على الطرقات يمر العيد هنا مثل اي يوم بائس على هؤلاء الناس ! فأينكم من الانسانية يا ايها البشر ؟!!

كلنا يعلم بأن كل دولنا العربية لديها هذه  الصورة الاليمة لماذا لا نغير عالمنا الى الافضل لماذا لا نقول لا للحرب و نعم للحوار السنا كلنا بشر نبكي و نضحك و نفكر و نطمح

انا اليوم هنا في العراق و لعل وجودي هنا هو هديتي من ربي و خالقي فكل وجودي هنا هو لخدمة هؤلاء الاطفال و للعمل الانساني مع عائلتي الثانية فرح العطاء  التى حملت على مدى ثلاثين عاما رسالة سامية بدأت اليوم تنتشر اكثر فأكثر في مجتمعنا فلا حياة من دون عطاء ، نحن اعتدنا ان نكرس على روح التعاون فيما بيننا و نساعد بعضنا دون ملل او مقابل  وللدليل هناك قول لعيسى المسيح (عليه السلام )يقول فيه:

 "اعرفو يا عباد الله ان عمل الخير دوما يدوم و عمل الشر لا يدوم ولن يدوم ابدا فكونوا مثابرين على العمل الخير " .

نحن  نعلم بأن جميع الاديان جسدت معنى الانسانية وكانت دائما تحث الخلق على العمل الخير فكل الانبياء ارسلو للاصلاح بين البشر  و دليل على ذلك جاء الرسول الاكرم محمد بالقول الشهير "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق "  اي ان الاخلاق بدأت مع بداية الخلق و هي تستمر مع مرور الزمن و ان هذه المبادئ التي نعيشها اليوم هنا هي مبادئ سامية  عبارة عن قيم تقوم عليها المجتمعات الراقية و المتحضرة محبة تسامح احترام ثلاث كلمات تجمعنا و تذكرنا دائما بأن و حدتنا خلاصنا   و ان اختلافنا لا يعني خلافنا و نذتذكر في هذا العيد قول للسيد هاني فحص  رحمه الله قال فيه : اختلاف الاراء يولد شعلة من الابداع في المجتمعات فكل  فرد مختلف عن الاخر في بصمته وفي شكله وفي طريقه اعنال عقله كل هذه الاختلافات هي دليل على ان الاختلاف سنه حاكمه في الحياه ونحن متعددين في انماط حياه مختلفه جمعتنا فرح العطاء لنبلسم عذابات المعذبين والمشردين اننا نططلع الى يوم يعم فيه السلام والؤام عالمنا ويبتعد وحش  النزاعات عن تمزيق نسيجنا الاجتماعي ولا يكون ذلك الا بالعمل على المساحات المشتركه في ما بيننا وتصغير المساحات المختلف عليها لنصنع الغد المشرق يدا بيد لبناء اوطاننا من جديد ..

واذا تعمقنا بمفهوم العيد و جدناه مناسبة و فرصة للتلاقي و الصلة  لان نتقرب اكثر فاكثر الى الانسانية  فالعيد يعني الفرح و الفرح ينمو بالالفة و المحبة مع بعضنا البعض ...

والعيد ان مر علينا فعلله يذكرنا بالام الناس من حولنا . لذلك اجمل ما في هذا العيد انه ذكرنا بأمور بسيطة يمكن تجاهلها في بعض الاحيان و لكن اذا اعدنا امعان النظر اليها وجدناها امور مهمة و مغيرة كشعلة آمال  تضيئ ظلمة الظلام  و اذا آمنا بأننا سنغير عالمنا بقوتنا و باتحادناو و برعاية خاصة للفقراء و المساكين و المحتاجين يمكن ان نصل الى مبتغانا.

هذا هو العيد  عيشنا معا هو العيد و احترامنا لبعضنا البعض هو العيد الحقيقي لنا ...