تفيد مصادر مقربة من " حزب الله" "النهار" ان الهجوم الأخير الذي شنه مسلحون من " جبهة النصرة " و" داعش" في جرود بريتال في البقاع ، كان متوقعا لدى غرفة العمليات العسكرية في الحزب قبيل عيد الأضحى او بعده، لان العناصر المناوئة لها تعتمد عنصر المفاجاة التي يتقنها الحزب جيدا نتيجة الخبرات العسكرية والأمنية التي راكمها مقاتلوه طوال الاعوام الأخيرة و خصوصا في المسرح السوري. وتعتقد هذه المصادر ان الموجبات التي دفعت "النصرة" واخواتها الى هذا الهجوم ترجع الى المعطيات الاتية:
- أراد المسلحون توجيه رسالة الى "حزب الله" وعمقه الشيعي في البقاع، ولاسيما بعد فشلهم في الحفاظ على مواقع عدة في القلمون كماشة الجيش السوري من جهة وعناصر الحزب من جهة أخرى.
- يعمل المسلحون على تكبيد الحزب خسائر في صفوف مقاتليه قبيل قدوم فصل الشتاء، ﻷن تراكم الثلوج والاوضاع المناخية لن تصب في مصلحة "النصرة" . وكانوا يهدفون أيضا الى ايجاد خط وصل بين القلمون وسهل الزبداني.
من جهة أخرى، لوحظ ان مسلحي " النصرة" ينفذون هجومات ذات " طابع انتحاري" وباعداد كبيرة وعلى أكثر من موقع على خط السلسلة الشرقية. وكان اللافت ان الحزب اوقع المهاجمين في فخ تخليته أحد المواقع المتقدمة، الأمر الذي دفعهم الى التقدم والتمركز فيه . واستدرجهم الحزب وعمد عناصره على تفجير عبوات مزروعة في محيط الموقع والتي أدت الى مقتل اعداد كبيرة من المهاجمين.
ويتوقع المراقبون ان تعمد " النصرة " الى معاودة هذا النوع من العمليات التي يتحسب لها الحزب جيدا والذي نفذ في اليومين الاولين من الأضحى جملة من الاحتياطات في بعلبك وبلدات عدة واقامة حواجز ونقاط مراقبة منعا للافساح امام المسلحين من استغلال اي ثغر أمنية في هذه المنطقة. ولوحظ أيضا ان مواطنين من بريتال وجوارها استنفروا بعد تلقيهم نبأ سقوط شاب من البلدة في المواجهة الأخيرة في الجرود عند السلسلة الشرقية. ولم يتمكن المتحمسون من الوصول الى مكان المعركة، لان الحزب يتكفل في هذه المهمة ولا يسمح لهم بالاقتراب من مواقعه لضرورات أمنية. وتختم المصادر ان الرسالة التي ارادت " النصرة" توجيهها الى الحزب وجمهوره في البقاع ارتدت عليها، ومن دون ان يغفل الحزب مواجهات أخرى من هذا النوع.