اعلنت مصادر سياسية مسيحية بارزة مؤيدة لموقف الكنيسة المارونية لـ”الراي” انها تخشى ان تأتي التطورات المتلاحقة سواء في موضوع مواجهة الارهاب ام الاقتراب من موعد بتّ الاستحقاق الآخر المتعلق بالانتخابات النيابية، على حساب مزيد من إهمال وتهميش الأزمة الرئاسية التي باتت تهدد فعلاً بأسوأ تهميش للموقع المسيحي الاول في البلاد، علماً ان هذه المخاوف الموضوعية لم تعد مقتصرة على الاوساط المسيحية اللبنانية وحدها بل تعبّر عنها جهات أوروبية ودولية اخرى.
وتلفت المصادر في هذا السياق الى ان مسؤولين فرنسيين تحديداً عبّروا امام شخصيات لبنانية اخيراً عن “قلقهم لتهميش الاهتمامات بإجراء الانتخابات الرئاسية” وحضوا هذه الشخصيات على «ضرورة التحرك الداخلي لاستعجال انتخاب رئيس جديد للجمهورية لئلا يتلقى لبنان مزيداً من تداعيات سلبية سياسية وأمنية في غياب رئيس للجمهورية”.
ومع ان المصادر نفسها لا تسقط أهمية العامل الحاسم في تقرير مصير الأزمة الرئاسية والمتصل بإرادات اقليمية تمنع انتخاب الرئيس في الظروف الراهنة، فإنها تشير الى ان “مجريات التطورات الداخلية والخارجية المتسارعة باتت تهدد أكثر من اي وقت سابق بتكريس واقع الاستغناء عن الموقع الرئاسي، حتى لو ردّدت كل القوى والطوائف تَمسُّكها به”.
وتضيف المصادر ان “ثمة خشية من ان يزيد الاتجاه الى التمديد لمجلس النواب -والذي يبدو انه صار خياراً شبه حتمي- من شرذمة القوى المسيحية التي ستغرق في موجة جديدة من المزايدات على بعضها البعض ومن ثم تجد نفسها عاجزة عن وقف التيار نحو التمديد” متى تَوافق على ذلك العنصران السني والشيعي بشكل حاسم، على غرار تجارب سابقة مماثلة في استحقاقات عدة.
ومع ان المصادر تبدي ارتياحاً واسعاً لمواقف زعيم “تيار المستقبل” الرئيس السابق للكومة سعد الحريري تحديداً الذي لا يترك مناسبة الا ويشدّد فيها على استعجال انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية لا تتقدّمها اي اولوية اخرى، إلا أنها تشير الى ان موقف الحريري على اهمية دلالاته «لا يوحي بأن هناك معطيات اقليمية ناضجة لانتخاب الرئيس من الجانب الحليف له اي السعودية. كما يثبت تمسكُ (حزب الله) بتأييد العماد عون بان ايران ليست في وارد الإفراج عن التعطيل الحاصل للانتخاب راهناً قبل استكشاف ملامح تسوية واسعة مع الغرب في الملفات الكبرى”.
ولكل هذه العوامل، فان المصادر تستبعد اي تطور إيجابي قريب في الملف الرئاسي مع ما يعنيه ذلك من مراكمة الخسائر والأضرار التي تضعف تباعاً الموقع المسيحي وتأثيره في أخطر مرحلة يجتازها لبنان.