انطلاقا من تجريم استخدام أجهزة تلقي الفضائيات، وحظرها من منظور شرعي، بادر الحرس الثوري في عدة مدن إيرانية بسحب الصحون من فوق سطوح المنازل وأجهزة تلقي الفضائيات من داخل المنازل ثم عرض هذه الصحون والأجهزة في معرض في مدينة همدان.
وكما يظهر في الصور، بجانب هذه الآلات، لافتات تحمل شعارات، تحاكي العمل البطولي الذي قام به الحرس الثوري، وكأنه حقق انتصارا كبيرا في معركة عسكرية، حيث تعتبر هذه الشعارات، الفضائيات، كبوابة للغزو الثقافي الأجنبي الغربي للبلاد، وأن استخدامها يدلل على التغريب.
فمن هذا المنطلق، يحق للحرس الثوري أن يعتبر سحب هذه الآلات، فوزا في الدفاع الثقافي، أما الغزو الثقافي الذي تبطنه تلك الآلات.
جاء خطوة الحرس الثوري، تلك في وقت كان الرئيس الإيراني حسن روحاني يدافع عن مصالح بلده، في نيويورك ويطمئن العالم بأن حقوق الإنسان في إيران، تحسن خلال العام الأول من ولايته، ولم يكن الحرس يتصرف أمام الرئيس السابق أحمدي نجاد، هكذا، عند ما كان الأخير يزور الأمم المتحدة كل سنة ويلقي خطابات طفولية واستفزازية، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
يبدو أن الحرس الثوري، يريد من وراء هكذا أعمال، تيئيس الشعب من الرئيس روحاني، من خلال إيحائه للشعب بأن روحاني لن يتمكن من صد هجومهم على منازلهم، لسحب آلات تلقي الفضائيات، التي موجودة في اغلبية المنازل واستخدامها يندرج من حقوق الإنسان في المجال الخاص.
وبينما كان الحرس الثوري يحتفل لإنجازه هذا العمل الإجرامي، أفتى المرجع الشيعي آية الله وحيد الخراساني بأن استعمال تلك الأجهزة مباح، إذا لم يؤدي الى رخوة في العقيدة أو العبادة أو الى عمل محرّم .
يمثل هذه الفتوى ردا شرعيا وفقهيا على ما قام به الحرس من استباحة ممتلكات الناس، بذرائع شرعية، لا يعترف بها المراجع التقليديين للشيعة من أمثال وحيد الخراساني، وسبقه في ذلك المرجع إسحاق الفياض المقيم في النجف.
هل بات الحرس الثوري أكثر حرصا على تدين الناس من مراجع التقليد التقليديين، أم أن القضية، هي استعراض القوة، وإظهار الأنياب لمن يأمل بأن يتمكن حسن روحاني، لتحسين ظروف العيش في البلد وفرض احترام إرادة الشعب على تلك المؤسسات التي، تتغذى من أموال الشعب وتتصرف معه، على هواه.