حتى اليوم لا يزال الغموض يلف مصير العسكريين لدى "داعش"، وتساؤلات عدة تطرح في شأن هذا الموضوع: العسكريون مع اي مجموعة؟ مع "الدولة الاسلامية" المعروفة يقيادة ابو حسن الفلسطيني الذي يقال انه قتل في عرسال، ام مع مجموعة الموقوف عماد جمعة الذي بايع "داعش" قبل نحو شهر ونصف شهر من دخول عرسال، وقيل ان مبايعته رفضت من "الدولة الاسلامية" التي تخصص ثلاثة أشهر للتأكد من الجهة التي بايعتها وبعدها اما ان توافق او ترفض؟
وتؤكد مصادر سورية معارضة أن "جمعة لا علاقة له بداعش، ولا يزال يحمل صيغة قائد لواء فجر الاسلام (من القصير) الذي تسلم قيادته ابو طلال منذ توقيف الاول"، مضيفة أن "هناك اميراً آخر لـ"داعش" في القلمون" لم يكشف اسمه بعد".
ناشط سوري آخر يؤكد أن "جمعة لا يعد ضمن صفوف الدولة الاسلامية لأن الاخيرة رفضت مبايعته، وهناك مجموعة واحدة كان يقودها أبو حسن الفلسطيني ولم يعرف من تسلم المهمة بعده اليوم بعد المعلومات التي تم تناقلها عن مقتله، وهناك موقع واحد فقط للتنظيم في القلمون، بينما عناصره ينتشرون في كل الجرود"، وتشير إلى أن "العلاقة بين التنظيمين في القلمون لا يمكن القول انها مترابطة او متينة، وهناك مسافة بين مقار التنظيمين، ويخشى كثيرون الاقتراب من مواقع "داعش"، حتى ان "منظر عناصرها مخيف"، وترجح أن "العسكريين مع مجموعة ابو حسن الفلسطيني التي تسلمتهم من مجموعة جمعة".
مصادر متابعة لملف التفاوض، ذكّرت بأن "ابو طلال" كان الشخص المسؤول في ملف التفاوض عن العسكريين المخطوفين لديه، وفي مرحلة ما باتت هناك غرفة مشتركة يقودها ابو مالك الشامي، مضيفة: "بعد انتقالهم إلى الجرود، لم تعد المعلومات دقيقة في شأن الجهات الخاطفة، حتى المطالب كانت تتغير"، مرجحة أن "يكون الاعلام الداعشي غائباً إما بسبب انشغال التنظيم بضربات التحالف او لوجود غرفة تفاوض مشتركة تقودها "النصرة" بقيادة ابو مالك". وثمة من يربط هذا الغياب بأوامر من قيادات "داعش" بعدم نشر اي بيان او التصريح في شأن قضية العسكريين الا باذن منها. ولا يسعنا إلا أن نتذكر أن الموفد القطري لم يزر "داعش" فور تسلمه مهمته إلا بعدما انتقدت الأخيرة الامر.
اليوم، وبعد بيان "جبهة النصرة" الاخير، الذي يعيد الملف إلى النقطة الصفر، هل تدرك حكومتنا مع من تتعامل، ام باتت الجهة الوحيدة الممثلة للطرف الآخر هي "النصرة"؟