رغم كل الرسائل الدبلوماسية والميدانية التي وجهها النظام السوري الى دول التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية التي يعرب فيها عن استعداده للانضمام او للتعاون او بالحد الادنى التنسيق مع هذا التحالف في ضرب الجماعات الارهابية / تنظيم داعش ــ جبهة النصرة ـ ومجموعة خراسان / التي تنتشر على الاراضي السورية لشل حركتها وقوتها بغية الحد من نشاطاتها واعمالها الارهابية وبالتالي القضاء عليها .
وقد بدأت الرسائل الدبلوماسة السورية بالتصريح الذي اعلن فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن استعداد حكومته للانضمام للتحالف لضرب مواقع الارهاب في سوريا , وميدانيا فقد نشط الطيران السوري وبشكل ملحوظ في الايام الاخيرة بشن غارات جوية على مواقع تنظيم داعش وشملت الغارات عدد من المواقع وفي عدة مناطق على الاراضي السورية وذلك تعبيرا عن حسن نية النظام السوري .
الا ان الرد الدولي جاء سريعا برفض التحالف للطلب السوري معتبرا انه لا توجد حكومة شرعية في سوريا وان للنظام السوري دور كبير في انشاء وانتشار ورعاية هذه الجماعات الارهابية .
هذا الموقف الدولي كان مبعث قلق لدى روسيا وايران ولدى النظام السوري من احتمال قيام التحالف وبعد شل قدرة الجماعات الارهابية والقضاء عليها من التحول باتجاه النظام لضربه من اجل اسقاطه على يد المعارضة السورية المعتدلة والتي يتم تأهيلها الان في الاردن .
لكن حتى الآن لا يبدو ان هناك نية لدى التحالف الدولي والذي تقوده الادارة الاميركية من تجاوز مهمته المحددة بضرب مواقع الارهاب .
فواشنطن ومعها الغرب لم يضربا النظام السوري سابقا لانهما لم يجدا بديلا عنه يمكن الوثوق به لدعمه سياسيا وعسكريا ولوجستيا حتى يتمكن من ان يحل محله والامساك بزمام السلطة , الا ان بعض الاوساط الغربية تشير الى ان الدول الغربية ترى انه لا داعش ولا النظام يجب ان يحكم سوريا في المستقبل . فالنظام الذي ساهم في نمو تنظيم داعش كان يأمل ان يفضله الغرب عليه ويتعاون معه وذلك بوضع الغرب امام اختياره او اختيار الارهاب , لكن ذلك لم يحصل ويبدو انه لن يحصل في المستقبل مهما ابدى من حسن نية .
فصحيح ان جميع الاطراف داعمة للموفد الدولي للحل في سوريا /ستيفان دي ميستورا /لكن الاولوية الدولية الآن حيال سوريا هي ضرب الارهاب . ومكافحة الارهاب لن تكون في مدة قصيرة , وانما سيتراوح الوقت بين ثلاث سنوات الى عشر سنوات حسب ما يعتقده كثير من الخبراء , وبما ان هناك مشكلة في سيطرة تنظيم داعش على عائدات النفط وموارده بشكل كبير مما ادى الى تقويته , الامر الذي زاد عدد المنتسبين اليه , فقد سارعت دول التحالف الى ضرب المنشئات النفطية التي يسيطر عليها وتدميرها بغية حرمانه من عنصر اساسي من عناصر تمويله وقوته .
والآن فان روسيا وايران لا تثقان باهداف ضربات التحالف ضد سوريا وتتخوفان من دعم الغرب للمعارضة السورية المعتدلة التي بدأت تستعيد قوتها وتستجمع قدراتها لاعادة انشاء جيشها وذلك من خلال الاعلان عن تدريب خمسة الاف عنصر في مراكز تدريب على الاراضي الاردنية قابلة للازدياد والتطور والتأهيل ويقوم بتدريبهم ضباط غربيون متخصصون ليكونوا نواة الجيش السوري البديل للجماعات الارهابية وللنظام السوري لحكم سوريا في المستقبل .
طانيوس علي وهبي