توقعت صحف عالمية عديدة تبرئة الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، من تهم قتل المتظاهرين إبان ثورة كانون الثاني 2011، خاصة بعدما شهدته جلسة محاكمته الأخيرة، السبت الماضي، من أحداث وتصريحات غريبة، لم تحدث من قبل في القضاء المصري.
ومن جهتها، قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن كثيرا من المصريين وخاصة أهالي شهداء ثورة يناير أصبحوا على يقين من أن المحكمة ستبرئ مبارك وكبار معاونيه، وأن دماء أبنائهم ستضيع هدرا.
ووصفت الصحيفة ما حدث في جلسة النطق بالحكم على مبارك بأنه الأغرب من نوعه، حيث تم عرض تقرير تليفزيوني يظهر حجم أوراق القضية، وأنها تبلغ من 160 ألف ورقة، لتبرير قرار التأجيل النطق بالحكم.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أجلت النطق بالحكم على مبارك وابنيه جمال وعلاء، ووزير داخليته حبيب العادلي، وستة من كبار مساعديه إلى جلسة 29 تشرين الثاني المقبل، في اتهامهم بقتل متظاهرين، وارتكاب وقائع فساد.
ونقلت "تلغراف" عن والد أحد الشهداء الذي قتلوا يوم 28 كانون الثاني 2011، قوله إن ما حدث في جلسة السبت هو مقدمة واضحة لتبرئة مبارك، مبديا يأسه من تغير الأوضاع في مصر أو استعادة حق نجله.
وبرر القاضي محمود الرشيدي تأجيل الحكم بعدم الانتهاء من دراسة أوراق القضية، وأنه بحاجة لمزيد من الوقت.
الحكم سيشكل صدمة للمصريين
بدورها، توقعت صحيفة "غارديان" البريطانية أن يكون الحكم الصادر على الرئيس المخلوع صادما للمصريين، الذي عانوا من ظلمه طوال ثلاثين عاما.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن هناك عدة أمور ترجح أن مبارك سيحصل هذه المرة على البراءة، منها السماح له ولوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وكبار مساعديه بإلقاء كلمات مطولة خلال جلسات إعادة محاكمتهم.
وكانت المحكمة قد استمعت في جلسات سابقة إلى تعقيبات من جميع المتهمين، وأفردت لهم أوقاتا طويلة دافعوا فيها عن أنفسهم.
وأشارت "الغارديان" إلى تبدل مواقف عدد كبير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين من مبارك، وضربت مثالا بالإعلامي إبراهيم عيسى الذي كان من أشد معارضي مبارك، وفي الفترة الأخيرة أشاد "بوطنية مبارك"، وأنكر تماما قتل الشرطة للمتظاهرين في ثورة كانون الثاني 2011.
وصدر حكم سابق بالسجن المؤبد على مبارك في نفس القضية منذ عامين، بعد إدانته بقتل متظاهرين، لكن محكمة الاستئناف أمرت بإعادة المحاكمة بعد قبول الطعن على الحكم.
وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية أن وسائل الإعلام المصرية ترتب الأوضاع لتبرئة مبارك، عبر اتهام الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين بالوقوف وراء كل الجرائم التي حدثت في البلاد منذ 25 كانون الثاني 2011، وحتى الآن.
بينما رأت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية أن أجواء محاكمة إعادة حسني مبارك، منذ بداية جلساتها ظهرت مختلفة تماما عن أجواء محاكمته الأولى منذ عامين تقريبا، موضحة أنه كان ينظر إلى المحاكمة في المرة الأولى عقب الإطاحة بمبارك باعتبارها انتصار لثورة يناير وهزيمة للطغيان.
وأشارت الصحيفة الأحد على موقعها الإلكتروني- إلى أن وسائل الإعلام التي لطالما عارضت نظام مبارك بعد ثورة يناير واتهمت شرطته بقتل المتظاهرين، غيرت موقفها تجاه القضية، وأصبحت تدافع عن مبارك بكل قوة.
وتابعت الصحيفة: "منذ الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين والرئيس مرسي في تموز 2013، وجدت وسائل الإعلام - المملوكة أغلبها لرجال أعمال ينتمون لنظام مبارك- ضالتها، واكتفت بالهجوم الشرس على الإخوان وأنصارهم، وشاركت مع الحكومة في حملة تشويه لم تحدث من قبل في تاريخ مصر الحديث، إضافة إلى رموز ثورة يناير من الشباب والنشطاء السياسيين".
وقال موقع "والا" الإسرائيلي الإخباري أن هناك مفارقة تكمن في أن الرئيس مرسي وكبار قادة الإخوان المسلمين يحاكمون الآن بتهم تتعلق بقتل متظاهرين العام الماضي مثل مبارك، وتم إدانة المئات منهم وحكم عليهم بالإعدام، في جلسات محاكمة قصيرة ومتعجلة".
وأضاف الموقع أن عبد الفتاح السيسي الذي وصل لكرسي الرئاسة بعد الانقلاب على حكم مرسي، أعاد الكثير من مظاهر نظام مبارك خلال أسابيع حكمه الأولى، متوقعا أن ينقذ السيسي رقبة مبارك من حبل المشنقة لاعتبارات ومواءمات سياسية".
(صحيفة عربي 21)