أيد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط مبدأ مقايضة الجنود المخطوفين منذ 56 يوما بعدد من المسجونين في روميه، بعدما كان قد دعا الى الاسراع في محاكمة الموقوفين. والدليل على موافقة جنبلاط هو ما اعلنه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور امس بعد اجتماعه ببعض ذوي المخطوفين من الاهالي، اذ قال "اننا نؤيد المقايضة من اجل انقاذ العسكريين والحفاظ على استقرارنا الاهلي".
وتجدر الاشارة الى ان جنبلاط كان قد طلب من الاهالي الذين قطعوا طريق ضهر البيدر التوقف عن ذلك مساء اول من امس الخميس. الا انهم لم يتجاوبوا، وكانت ردة فعله تأييد ما يريده ذوو العسكريين.
ولفتت مصادر سياسية الى ان الارهابيين تمكنوا من تجييش ذوي المخطوفين وتأليبهم على الحكومة وعلى جزء منهم من الرأي العام فأصبحت السلطة الى حد ما متهمة من بعض الاهالي بانها لا تحرك ساكنا، او بأنها عاجزة عن التوصل الى مخرج وترفض المقايضة، وهي في نظرهم اقصر طريق للافراج عن العسكريين. ومن الملاحظ ان اصوات امهات بعض المخطوفين ارتفعت، مطالبة رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة "لانه لا يفعل شيئا، بل يركب طائرة وينزل من اخرى".
ورأت ان الاحراج يكبر يوما بعد يوم ويضعف موقف الحكومة امام الاهالي، وخصوصا ان الخاطفين يستعملون اساليب مختلفة، فتارة يسمحون بلقاء جندي مع قريب له في جرد عرسال، وتارة يأذنون لآخر ان يتحدث الى زوجته بالهاتف او الى والدته ليطلب منها قطع الطرق، الى ان تستجيب الحكومة طلب الخاطفين، وهو مقايضتهم بسجناء في روميه. وامس استفاق ذوو المخطوفين على تسجيلات صوتية مؤثرة تعكس معاناة الجنود وخوفهم من ان يذبحوا، ونقل عن مقربين ان وزراء جنبلاط ووزراء "حزب الله" يؤيدون التفاوض مع الخاطفين.
ومن المتوقع ان يعود سلام اليوم السبت الى بيروت آتيا من نيويورك، وسيلتقيه وزراء يؤيدون التفاوض وبعض الزعماء السياسيين لمعرفة موقفه بعد قبول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالمبدأ.
والسؤال: لماذا لا تسرع المحاكمات ويفرج عمن لم تثبت عليهم اي تهمة، فيما يبدو ان اي عملية عسكرية لانقاذ العسكريين المحتجزين غير مضمونة النتائج؟ فقد يلجأ الخاطفون الى تصفيتهم، وقد يستشهد جنود من المهاجمين، فلماذا استمرار التعنت؟
صحيح ان هذه سابقة لا تريد الحكومة اعتمادها، لكن يجب الاعتراف بأن قطر فشلت في المساعدة على الافراج عن العسكريين، على الرغم من الوعد الذي قطعه الامير تميم بن حمد آل ثاني لسلام عندما زاره في الدوحة اخيرا. كما ان رهان رئيس الحكومة على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خيب امله، بعدما ابلغه صراحة خلال اجتماعه في نيويورك صعوبة التوسط مع "داعش" التي كانت خطفت 49 ديبلوماسيا واداريا من القنصلية العامة لبلاده في الموصل، وقد افرج عنهم بواسطة فريق غير تركي.
واعربت عن املها في ان يحسم سلام الموقف بسرعة، لأنه لا بد من انقاذ الجنود بأي ثمن، ولو اضطر الى التنازل بعض الشيء.