(1) يا صديقي وسيع قبرك.. كما لو أنك بلهفة حبك للأرض تنتظرنا لنمكث معاً في هذه الأرض.. ولا نفارق جذور الشجر..
(2) قلت له: خذني معك، وكنا على ضفة النهر نرمي الماء بأحجارنا الصغيرة ونحصي أمواجه الكافرة، فابتسم الطفل الذي في عينيه وغنى.. تعا ولا تيجي.. فأجابه الطفل الذي في عيني وقال له: يا سيد الموج الكثير.. لن أكذب عليك.
(3) نم قرير الروح والفؤاد.. واذهب إلى حلك أو حلولك.. فأنت الغريب الوحيد بيننا.. ونحن الدهماء.
(4) أمس.. أي قبل أربعين عاماً حدثتني بحكاية عن عقائد رؤوس الأموال كيف طغت. وكان من أسانيد إقناعك - أن الانسان ليطغى أن رآه استغنى - فرفعت لك شيئاً وحكايات عن عقائد رؤوس الدين.. وكيف يكنزون أرواح الناس قناطير مقنطرة لتباع وتشرى سلعة في حضرة القتل والموت والفتن.
(5) هوذا أنت بكامل دهشتك تفتح نصوص الحب على بعضها.. وكنت أعرفهم يا سيد الحب بمنشورات الرحمة السرية بين الناس.. فجهلوا عليك وقالوا فيك ما قالوا بالأولين من آبائك.. ولكنك على سوائك ما انحرفت عن سوائك.. وكانت آيات الكتاب معك.
(6) من أنت يا صديقي.. وأنا في أذكار أيامنا العاملية من نحن وقد جلّ فيك العزاء.. هل سمعت بأمة نقضت غزلها فاختلفت على تفسير التوحيد في حضرة الله وشاهت الحياة بعينيها فاختلفت على تفسير الورد في حضرة الأزهار وأطلقت جيادها للريح واختلفت على تفسير موتها في حضرة.. الشهداء.
(7) خُلقنا شريدين لنمرح بأشواقنا خارج السرب ونجتلي أسرارنا ضد الحرف القاتل وضد الذين عبدوا الله على الأحرف القاتلة.. ولكن الزمان جفانا فمضيت وحدك على لجوجك ومضيت وحدي إلى شرودي باحثاً عن الحلاج المكدود.. ومقصلة.
(8) أزف إليك هم الدهش وتزف إلي حزن الحيرة والقلق من أي الجهات قرأته يخلب اللب يمنة ويسرة.. وآه يا أخي لم تكن البئر حالكة الظلمة ولم تكن اللغة غشاشة.. كانت دمشق مهدنا ولن أكمل السطر فلم يكن سفاح اللغة ومكتبات الموصل إلا وريث الجزار الذي أضرم النار في زفرات قصيدك وتنهدات كتابك.
(9) من مجهول الاسم إلى مجهول الهوية.. لا شيء في صندوقنا الأسود.. مرة أخرى يا بارق العينين بدهشة السؤال يصب علينا الاستاذ ويلات غيظه فيكسر قلبي ويكاد يكسر قلمك ولكنك وأنت المجلى تلملم عبقة القداسات من ضريح شيخنا المصباح وتشكو.. ما ذنب تلك الأسئلة حتى تسام بتجريعنا غصص الحب والمعرفة وتقول لي..جمدت عيوني يا عصي الدمع ويا ليتنا كنا.. ولم اتخذ بنت السلطان خليلة..