ومنذ " الصحوة " الاوبامية المفاجئة والتحول الكبير الذي طرأ على سياسة ادارته، والسير الجدي هذه المرة في انشاء تحالف دولي تحت عنوان محاربة الإرهاب، وقتال داعش حتى أصاب محور "الممانعة " شيئ من المس المخلوط بالكثير من الرعب
ومع انطلاقة اول صاروخ توماهوك واغارة اول طائرة تابعة لهذا الحلف في سماء الشمال السوري، حتى بدا هذا المحور وكأن على رأسه الطير، فبدوا اعضاءه مشتتين، يغني كل واحد منهم على ليلاه
فنظام بشار الأسد يهرب الى الامام ويبالغ في الترحيب " بالعدوان " الى درجة ان تعنون صحيفة " الوطن " السورية وبثمانية أعمدة، " واشنطن وحلفاؤها في خندق واحد مع الجيش العربي السوري " تأتي هذه المبالغة كمحاولة منه للهروب ولتستر على عورة ضعفه بعد رعد وليد المعلم وبرق بثينة شعبان
اما موقف الدب الروسي، المنشغل بالحدث الاوكراني، والمتخبط بازماته، فنراه قد عاد طوعا الى سباته القديم حتى اننا اشتقنا في الشرق الأوسط الى صورة وزير الخارجية، وتجدني هنا مضطرا لتذكير القارئ العزيز ان اسمه لا يزال "سيرغي لافروف"، خاصة ان ورقة الفيتو التي كان المسكين يلعب بها في باحة مجلس الامن برضى وبتسهيل امركي قد سحبت منه، فتحول القيصر الموعود الى مجرد مشاهد ليس بيده " حاجة "
وهذا ما ينطبق أيضا على الموقف الإيراني، فبعد ان كان يمنّي نفسه بلعب دور الى جانب الشيطان الأكبر، وقدّم من اجل ذلك ما تيسر من تسهيلات وصلت الى حد التنازل عن جزء من برنامجه النووي في سبيل الدخول تحت المباركة " الشيطانية " نراه الان ينظر ذات اليمين وذات الشمال ، باسطا يديه من دون جدوى،، حتى انه صار وحيدا، لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، مما اضطره الى رفع صوته صارخا كطفل يريد ان يلفت نظر والديه،
ومن هنا يمكن فهم حجم القلق الكبير الذي بدا واضحا جليا على وجه سماحة الأمين العام لحزب الله في اطلالته الأخيرة، ومبررٌ له هذا القلق خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان "رجال الله " الذين يقاتلون في الداخل السوري الى جانب النظام هم انفسهم أيضا ما يطلق عليهم " الجناح العسكري " للحزب ويندرجون على نفس لائحة الإرهاب التي تضم داعش، وهم الان يقبعون تحت مرمى طائرات وصواريخ ذالك الحلف، ولكن هذه المرة هم وحدهم في الساحة بعد ان تشظى حلفهم .