ومنذ اللحظة الأولى لاحداث عرسال الأخيرة والغموض الذي ترافق بُعيد اعتقال المدعو محمد جمعة المنصوري من بدون اتخاذ أي من الاجراءات الوقائية البديهية التي تحمي العسكريين اللبنانين من ردات فعل متوقعة من قبل الإرهابيين (بما يعتبرذلك الف باء العمل العسكري )، وهمّ الممانعة الاوحد هو اقحام الجيش اللبناني في صدام مباشر مع هؤلاء الإرهابيين، "والدفش " بكل قوة من اجل استصدار قرار سياسي يجبر قيادة الجيش للدخول العسكري الى عرسال وجرودها،
وهذا الهم نفسه لا يزال يسري عند مقاربة ملف العسكرين الاسرى، فالموقف الحاسم والنهائي لقوى الممانعة من اي عملية مقايضة يمكن ان تجري وقد تفضي الى تحرير الاسرى هو موقف مرفوض جملة وتفصيلا، ولان الجاهل قبل العاقل يعرف ان تبرير هذا الموقف اللا أخلاقي واللا انساني تحت عنوان الحفاظ على هيبة الدولة اللبنانية هو تبرير اقرب ما يكون الى " المسخرة " بالخصوص عندما يصدر عن فريق سياسي لا يقيم وزنا البتة لمؤسسات الدولة ، ومعوله ينهش يوميا في جسدها المتهاوي جراء سلوكياته اليومية،
مما يعني ان سبب هذا الرفض انما يندرج في سياق المطلب الأول والهدف المعلن وهو زج الجيش في اتون معركة قد عجز هو وحلفائه عن خوضها، وهنا يطرح السؤال عن الغاية السياسية المرجوة من وراء كل ذلك والتي أوصلت هذا الفريق الى التهديد بالانسحاب من الحكومة اذا ما قررت حل مسألة الاسرى عن طريق التفاوض وعمله الدؤب على "خربطة " أي إمكانية لنجاحها،
والجواب على هذا الموقف الغريب من فريق كان اعتمد هو نفسه بالسابق على المقايضة لتحريرمعتقلي اعزاز او الاسرى الإيرانيين والذي قد يكلفنا الإصرار عليه حياة من تبقى بالاسر على طريقة الشهداء الابطال علي وعباس ومحمد، انما هو ما يخرج من فلتات السن واقلام بعض المنظرين وكتاب هذا الفريق نفسه عبر القول ان على الجيش اللبناني خوض هذه الحرب الخطيرة مع الإرهاب واما مسألة النقص في العدة والعتاد والامكانيات الذي يعاني منه جيشنا فيمكن تعويضه من خلال التنسيق والتعاون مع " الجيش العربي السوري" ،
وعليه فيكون كل المطلوب اذا بحسب هذا الفريق هو ادخال الجيش اللبناني في حرب مع الإرهاب ( من خارج التحالف الدولي طبعا ) كمرحلة أولى آخذا معه بيد جيش بشار الى ساحة هذه الحرب المزعومة بصفة حليف الضرورة كمرحلة ثانية ، عل من خلال هذه الخطوة يتحقق ما كان يرجوه نظام بشار وما اعلنه وزير خارجيته في مؤتمره الصحفي من الاستعداد للتعاون مع الجميع ( الامركي ) لخوض الحرب على الإرهاب، ومن هذا الباب قد يتولد من جديد شيء من بصيص الامل بعودة نظام بشار الى الساحة الدولية والدخول جنة الحلف الدولي المتشكل حاليا بعد ان كان طرد منه امركيا !
هذا ما يتطلع اليه فريق الممانعة من ملف جنودنا الاسرى ، ضاربا بعرض الحائط دموع أمهات وآباء أهلهم واطفالهم ، واذا كانت قلوبنا نحن المواطنين على اسرانا ، فان قلب الممانعة هي فقط على بشار .