نقل جريدة شرق الإيرانية عن النائب العقيد علي رضا زاكاني قوله خلال مؤتمر في مدينة مشهد الإيرانية، إنه لو كان يتأخر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في الوصل إلى بغداد لساعات، لسقط بغداد، في إشارة إلى تواجد سليماني في بغداد بعد يوم من سقوط الموصل.
وأضاف النائب المحافظ المتشدد زاكاني: كما لو لم يكن اقتداء سوريا بإيران والإرادة الإيرانية في سوريا لسقطت سوريا. واستشهد زاكاني بما نقل عن بشار الأسد من أنه قال للمهنئين له بعد الفوز في الإنتخابات الرئاسية: اذهبوا إلى المرشد الأعلى وهنأوه [لأنه انتصر] وأنا أعتز بأنني طبقت خطة عمل أرسل لى سماحته في 11 بنداً ختى انتصرنا.
واشار زاكاني إلى أحداث اليمن حيث اعتبرها أهم وأعظم مما جرى في لبنان، [لصالح إيران] حيث أن 14 محافظة من أصل 20 محافظة سقطت بيد الثوار كما 90 في المائة من مدينة صنعا. وبادر الثوار [الحوثيين] بإقامة صلوات الجمعة خلف أئمة شافعيين تجنبا من إثارة حساسيات طائفية وإحباط المؤامرات.
وزعم النائب زاكاني الذي كان عضوا في الحرس الثوري إن الدور بعد اليمن يصل إلى السعودية، حيث يصل الحدود بينهما 2000 الى كيلو مترا ومن جهة أخرى هناك ميليونين مسلح يمني تم تسليحهم بشكل منظم.
وأشار زاكاني إلى تحليل محلل سياسي يعتقد بأن إيران الآن تمتلك ثلاثة عواصم عربية وسيضاف عاصمة رابعة وهي صنعا وستعمل إيران من أجل تكامل المسلمين في نظام واحد ومنسق.
بينما الإدارة الإيرانية تعمل من أجل استخدام الدبلوماسية واستقدامها وتقديمها على العسكر ولكن يبدو أن الدبلوماسية العسكرية الإيرانية المتمثل في الحرس الثوري ذاهبة باتجاه عكس سير الدبلوماسية السياسية التي تأخذ الوزارة الخارجية بزمامها.
وما يساعد على تقدم الدبلوماسية العسكرية الإيرانية على دبلوماسيتها السياسية تأزم الأوضاع في سوريا والعراق وإلى حد ما في لبنان. ومن الطبيعي أن في ظل الأوضاع المتوترة الأمنية التي تشهدها المنطقة سيكون اليد العليا لمن يتمكن من مقاومة هذه الأوضاع.
كيف لا وصرح مسؤولون كبار عراقيون وأكراد الإقليم بأنهم مدينون لإيران لأنها كانت سابقة على غيرها في مكافحة داعش بمختلف الدعم المالي والعسكري والمخابراتي.
يبدو من خلال تصريحات زاكاني أن إيران تتجه بتخفيف حدة الطائفية الشيعية والعمل من أجل إشراك السنة في مشاريعها، من العراق حتى فلسطين مرورا باليمن. وما يساعد إيران على انتهاج هذا المنهج هو اولا ما حدث في حرب غزة الأخيرة التي ذابت الجليد بين إيران والمقاومة السنية التي كانت تقف بوجهها في الجبهة السورية، وثانيا هجوم داعش الذي أصبح الهاجس الأول ليس للإيران الشيعية، بل لأهل السنة العرب والأكراد وورائهم الغرب وخاصة الولايات المتحدة.