العلامة هاني فحص في عيون محبيه

الشيخ محمد الحاج حسن

بصمت وخشوع .. بأدب ووقار ... أفل نجم السؤال والجواب .. وهدأ ميزان الإعتدال ... وذبلت زهرة العطاء مستسلمة لله الواحد الأحد ... بسلام رحل علامة العقل والمنطق السيد هاني فحص تاركا" انتفاضته في عقول الأحرار...

ليسَ من دأبكَ الاستسلام 
لِما إنسحبتَ من الايام 
وتركتَنا مع الآلام 
نَصْرخ في الظلام 
ما أنْصَفَكَ الدهر 
ولا الانام

وقد سكت ابن ناصية المقال.....رحمك الله يا سيد هاني فحص وحشرك مع محمد وآله وألهم أهلك الصبر والسلوان. ..انه نعم المولى ونعم النصير

الراحل الكبير السيد هاني فحص:
رجل الفكر - المحدِّث والمحترف بلاغة وحواراً...
لا يأفل نجمك يا سليل المحبة . وإن طاف الرحيل فوق برج ابتسامتك ... ألف ألف راية تتأنَّقُ لغة وصالك البهية . لست أقلَّ من عمامة اشتهت هامة السماحة ... فالحداثة في معناك أيقظت ورد الخمائل في أوردة الخائفين على غد التلاقي . ما اكثر عناوين الحلم في مواردك ... ما أجمل معاني في مخيلة اسفارك المضيئة . رحيلك يا ذا الشمائل الغراء أفرغ المنصة من كوكبها ... لك ولأمثالك انحناءة حب ... ولنا جميل الصبر من بعدك.
سوف تحزن فلسطين على واحد من أعمدة الوفاء ... والمحبين من كل الأصقاع الذين أحبّوا الدين من خلال رمزية الإنسان فيك ... كلهم سوف يحزنون

برحيل العلامة السيد هاني فحص يفتقد لبنان وفلسطين وايران والعالم العربي والاسلامي وكل منابر الحوار والثقافة والادب والمقاومة والنضال شخصية مميزة تركت بصماتها النضالية والحوارية والثقافية والادبية في كل مكان ولا يمكن الا ان تحبها مهما اختلفت او اتفقت معها فكل العزاء لعائلته ولاولاده ولزوجته ام حسن وللبنان ولجبشيت قريته التي احبها وللعرب والمسلمين ومحبي الحوار وعظم الله اجوركم ورحمه الله وتغمده برحمته الزاسعة وانا لله وانا اليه راجعون

هاني فحص

يمّم وجهَهُ شطرَ الغِيابِ
ويمضي إلى زمنِ الصمتِ والغروبِ
فنتوضأُ بالحزنِ والوجعِ 
ونصلّي صلاةَ الوداعِ الأخير

هاني فحص

هُوَ ذا غيابُكَ 
يأتي بالنهاياتِ 
ولم يبقَ من صوتِكَ غيرَ الصدى
ولم يبقَ من الجرحِ 
غيرَ الوجع والفجيعة..

إنا لله وإنا إليه راجعون

فى تلات حاجة اساسية فى شخصية المفكر السيد هانى فحص تكاد لا تكون معروفة للاسف للناس خاصة خارج لبنان-واحدة منها غير معروفة حتى فى لبنان الا على نطاق ضيق للاسف- السيد كان من اوائل المناضلين فى الثورة الفلسطينية من اوائل المناضلين فى الثورة الايرانية من النواة الفكرية السياسية الاولى التى انبثقت منها حركة الجهاد الاسلامى فى فلسطين

بعض مما لدينا... منك وإليك يا سيّد

رحل السيد هاني فحص.. ابن الجنوب والقضية، النجفي الذي لم يخرج عن لبنانيته يوماً. سيد الحياة، من حقول التبغ إلى بيوت الله. هو الهادئ، الممتلئ محبة. العاملي الذي استمد معرفته من ذلك الجبل. الفلسطيني، الفرح بجنسية لم يهنأ بها. رحل هاني فحص حاملاً هموم أبرياء يسقطون من القدس الى دمشق وبغداد وعواصم المستعضفين اينما كانوا.

لا أنساه في اللقاء الأول... عندما وضع يده على صدره وقال "عندما يصبح لبنان دولة مدنية وقتها سأقوم بمصافحتك يا ابنتي".
السيّد هاني فحص... رجل الإسلام المؤمن بالدولة المدنية، بحريّة المرأة والوطن. جمع الأضداد المتباعدة ما بين عمامته وقلبه، ما بين عقيدته وانفتاحه ألف حكاية أعظم من أن تُروى. هو رجل الدين العلماني، رجل الحرب المتسامح. شيعيّ حرّ غرّد خارج المألوف، وضع سلاح الضعف جانباً واتخذ من الحوار والانفتاح سلاحاً قوياً في نشر دينه المعتدل في زمن التطرف، وأفكاره المنفتحة على الآخر على اختلاف لونه ودينه.