ما هو عدد المؤتمرات التي يجب عقدها لترتيب التحالف الدولي والبدء عملياً بالحملة العسكرية على "داعش"؟

بعد مؤتمر جدة ومؤتمر باريس سيعقد مؤتمر ثالث على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويجب الا ننسى سلسلة جلسات الإستماع التي تعقد لإقناع الكونغرس بخطة الادارة الاميركية لتدريب وتسليح المعارضة السورية التي يفترض ان تقاتل "داعش" على الارض بالتوازي مع القصف الجوي.
ولكن ماذا يحصل من الموصل الى الرقّة في هذه الأثناء؟
تختفي "داعش"، تنزل تحت الأرض وتختلط بالسكان، اي انها تجعل المدن والقرى الكثيرة التي تسيطر عليها في العراق وسوريا دروعاً بشرية في مواجهة الطيران الاميركي، وهذا ما سيعقّد مسار الحرب للقضاء على الإرهابيين، إضافة الى ما قد يظهر من تعاطف مع هؤلاء نتيجة سقوط الأبرياء في القصف!
في ١٩ آب ذبح جيمس فولي وفي ٢ ايلول ذبح ستيفن سوتلوف. ومنذ ذلك الحين حُزّت رقاب البريطاني والجنود الللبنانيين الشهداء، وسط قرقعة طبول الحرب الدولية على الإرهابيين والإكباب على تنظيم الأدوار وتوزيع المهمات، لكأن الحرب ستشنّ على دولة بعينها لا على مجموعات من القتلة والمجرمين الذين يسيطرون بالرعب على جغرافيا بشرية واسعة، بما سيضع هؤلاء الجلاّدين وضحاياهم تحت النار. فالتقارير الواردة من الرقة مثلاً تتحدث عن ترحيل العائلات "الداعشية" وعن تمويه الأسلحة الثقيلة والإختفاء المتزايد لعناصر "داعش" منذ أعلن باراك اوباما قراره بضرب الارهاب.
في مؤتمر جدة تم الإتفاق على برنامج "درّب وسلّح" الذي ستدعمه السعودية بالتنسيق مع اميركا، وفي مؤتمر باريس وقف فرنسوا هولاند وقال ان المعركة ضد "الدولة الاسلامية" (بالأحرى التي تختطف الاسلام) هي معركة العالم كله وان لا وقت لتضييعه بهذا الشأن ويجب ان تكون مواجهة "داعش" اولوية، بينما طالب فؤاد معصوم بتدخل لوجستي سريع: "نحن في حاجة الى تدخل جوي وتغطية جوية ومن الضروري ان يتدخلوا بسرعة لأنه اذا تأخّر التدخل ربما تحتل "داعش" اراضي اخرى.
كان التدخل الجوي الاميركي قد بدأ في الموصل ووصل الإثنين الماضي الى تخوم بغداد. وباشر الفرنسيون طلعات استكشافية، ولكن التعامي الذي استمر عامين على ظهور "داعش" و"النصرة" ونمّوهما، لا يجوز ان يستمر شهراً وشهرين بعدما تبيّن حجم الوحش الذي تمكن من الإستيلاء على كميات هائلة من اسلحة الجيش العراقي الذي إنهار في نينوى وغيرها، لا لأنه ليس جيشاً مقاتلاً، بل لأن نوري المالكي أفرغه من دوره وعقيدته الوطنية!
يملك اوباما ما لم يحصل عليه جورج بوش لأن ٩١٪ من الاميركيين يعتبرون "داعش" خطراً عليهم، لكنه يواصل السير على بيض في حين تنزل "داعش" الى المخابئ!